اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة من تصريحات الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، التي تحدث فيها عن نسب الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، قائلا إنها تنحدر من أسرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، لكن جدها اضطر لاعتناق المسيحية.
وجاءت تصريحاته في سياق قوله إن “أوروبا التي لم تكن تتسامح بوجود المسلمين، ولم يكن فيها شخص واحد يوحد الله، قبضت على رجل هاشميّ من آل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأرغموه تحت الضغط والقهر على ترك دينه”.
وبحسب جمعة، قيل إن هذا الرجل الهاشميّ هو جد الملكة البريطانية إليزابيث التي لم تسلم، لأنّ والدها ترك الإسلام مكرهًا، وأكد أن كتبًا ومؤلفات موجودة تثبت هذا الأمر، الأمر الذي أثار الكثير من الجدل بين المغردين.
ومع ما أثارته تصريحات المفتي السابق من جدل واسع، رد الأخير بنشر مجموعة من الروابط عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، للتأكيد على صحة موقفه المثير للجدل.
ومن تلك الأدلة ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن اختصاصيين في النسب انكبوا على رسم شجرة العائلة الخاصة بطفل الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون قبل ولادته في عام 2013، قالوا إن هناك عدة صلات قربة مفاجئة تبدأ بممثلة فرنسية لتصل إلى أمراء “دراكولا” ثم إلى حاكم مسلم من إشبيلية قد يكون منحدرًا من سلالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وقالت الوكالة في سياق تقريرها “لاشك في أن شجرة الأب وليام تزخر بالملوك من إنجلترا واليونان والدنمارك والسويد وروسيا والنمسا وأسبانيا وألمانيا، كما أنه من البديهي أن تكون شجرة الأم كيت مؤلفة بغالبيتها من أفراد كانوا من عامة الشعب”.
ويذكر الاختصاصي الشهير في سلسلة النسب جان لوي بوكارنو، أن الملكة الأم والدة الملكة الحالية (إليزابيث الثانية)، والأميرة ديانا لم تولدا أميرتان؛ “غير أن زواج وليام بكيت ميدلتون، هو الذي أضفى فعلا هذا الطابع الشعبي على شجرة العائلة الخاصة بطفله”.
للمرة الأولى في التاريخ، ستربط صلة قربى وثيقة ملك إنجلترا المقبل، ذكرًا كان أم أنثى، بأفراد من عامة الشعب.
ويكشف سكوت ستيورد العضو في جمعية “نيو إنجلاند هيستوريك جينيالوجيكل سوساييتي”، الذي شارك في العام 2011 في تأليف كتاب “شجرة عائلة كاثرين ميدلتون”، لوكالة “فرانس برس” أن أجداد دوقة كامبرديج من جهة والدها، كانوا ميسوري الحال، “لكن أجدادها من جهة والدتها كانوا ينتمون بغالبيتهم إلى فئة العمال في شمال إنجلترا”.
ونجد هذه الفئة العمالية، في مناجم الفحم، وخبازين، ولحامين، وكناسا من لندن، ومدرس لغة إنجليزية يدعى آرثر لبتن، فضلاً عن رجل يدعى إدوارد توماس جلاسبوره زج في سجن هولواي في لندن عام 1881، لسبب لا يزال مجهولاً حتى الآن.
لكن المفاجآت لا تتوقف عند هذا الحد، فيشرح جان لوي بوكارنو أنه مع استرجاع نسب الملكة ماري زوجة الملك جورج الخامس، للوصول إلى أمراء ترانسيلفانيا وفالاتشيا الذين يتحدرون مباشرة من أمراء “دراكولا” في القرن الخامس عشر.
ومن بين هؤلاء الأمراء الحاكم الروماني فلاد الثالث الذي ألهم بقساوته الكاتب الإيرلندي برام ستوكر، فألف شخصية مصاص الدماء “دراكولا”.
ومن الاكتشافات المفاجئة الأخرى، صلة القرابة بالممثلة الفرنسية هياسينت جابريل التي هربت خلال الثورة، إلى إنجلترا مع عشيقها مركيز ويلزلي الذي أصبح زوجها، والتي تتحدر من سلالتها الملكة الأم.
ومن خلال فرنسية أخرى هي بروتستانتية من “الطبقة النبيلة”، والمولودة عام 1639 في منطقة بواتو، سيكون للمولود (ولي العهد المقبل)، صلة قربى مع عائلة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران، في حين أن نسب والدته يرجع إلى سلالة جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة. وتعود أصوله أيضًا، من خلال جدته ديانا، إلى عائلة تشرتشل ولورد مارلبرو.
لكن عنصر المفاجأة الأكبر هو سلسلة النسب التي تربط طفل كايت ووليام بملكة فرنسا ماري دو مديسيس، المتحدرة من سلالة ألفونس السادس ملك قشتالة وزوجته الرابعة زيدة. وهذه الأخيرة كانت أميرة مسلمة، تنتسب (بحسب جان لوي بوكارنو)، “إلى أسرة أحد ملوك إشبيلية الذي يتحدر مباشرة من سلالة النبي محمد” صلى الله عليه وسلم.