قال شاؤول شاي، الذي تولى مناصب حساسة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر تبرئة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من تهم الفساد والقتل، حتى يضمن أن تتم معاملته مستقبلاً بالطريقة نفسها، في حال تم الانقلاب عليه.
وفي مقال نشره موقع “إسرائيل ديفينس” الأربعاء، أوضح شاي، الذي رأس في السابق لواء الأبحاث التابع لـ “أمان”، أن السيسي يحاول من خلال تبرئة مبارك الإيضاح لزملائه الجنرالات أنه لا يمكن التفريط بقائد عسكري مهما كانت التهم الموجهة إليه، على أمل أن يقوموا هم بالفعل نفسه تجاهه في حال انتهى بها المقام يوما إلى المصير نفسه.
وأشار شاي إلى أن قيادة الجيش المصري ترى في توجيه التهم إلى مبارك “إهانة للعسكرية المصرية، فكان قرارها بتبرئته”.
وأوضح أن السيسي حرص على تبرئة المخلوع لأنه يرى نفسه امتدادا لحكم الجنرالات ابتداءً من عبد الناصر وانتهاءً بمبارك، ما جعله يتحرك لمحو أي تهم تسيء إلى العسكر وتجربتهم في الحكم.
وبحسب شاي، فإن السيسي يعتبر تبرئة مبارك إسهاما في تعزيز شرعيته، على الأقل لدى الأوساط النخبوية والشعبية التي تؤيده.
وأشار شاي، الذي كان مسؤولاً في الملف المصري في الاستخبارات الإسرائيلية، إلى التحولات التي رافقت إزاحة الرئيس محمد مرسي عن الحكم؛ فقد ساعدت في تمرير قرارات التبرئة المتتالية في الملفات التي كان يفترض أن يدان فيها مبارك ونجلاه.
وشدد شاي على أن العسكر أثّروا بكل تأكيد على الجهاز القضائي، الذي قام بدوره بتبرئة مبارك من التهم التي سبق أن أدين بها وصدر بحقه أحكام بشأنها.
ونوه شاي إلى أن العسكر حرصوا على أن تتم تبرئة مبارك بالتدريج حتى يتم تقبلها من الشعب، أو على الأقل حتى لا تحدث ردات فعل كبيرة.
وأوضح أن السيسي يعي تماما أن تبرئة مبارك من التهم بشكل كامل ستدفع إلى تفجير ردات فعل شعبية عارمة، لا سيما من قبل الشباب الذين كانوا عماد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن السيسي عازم على قمع كل أشكال الاحتجاجات بقوة.
ورجح شاي أن يتم إطلاق سراح مبارك ونجليه، على أن يحرصا على الاعتكاف في منزليهما فلا يشاركان في فعاليات عامة.
تحذير من سيطرة الدولة الإسلامية على الأردن
على صعيد آخر، حذر رئيس سابق لجهاز “الموساد” من التداعيات الكارثية لإمكانية سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الأردن.
وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الخميس، أعاد الجنرال داني ياتوم للأذهان حقيقة أن الحدود مع الأردن هي الأطول، ومع ذلك فإن الجيش الإسرائيلي يستثمر موارد بشرية ومادية محدودة جدا في تأمينها، بفعل “المسؤولية الكبيرة” التي يبديها النظام الأردني.
واعتبر ياتوم أن النظام الأردني يعتبر أحد أهم مقومات “الأمن القومي” الإسرائيلي، التي يعد المس بها تهديدا لوجود إسرائيل ذاته.
وشدد ياتوم، الذي قام الموساد تحت إمرته عام 1997، بمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الفاشلة، على أن العلاقة بين إسرائيل والنظام الحالي في الأردن ليست قائمة فقط على التنسيق والتعاون، بل في كثير من الأحيان على التكامل.
صالح النعامي