تحت عنوان “البحث عن مارتن لوثر المسلم”، قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن عملية إصلاح الأيديولوجيات لايمكن أن تتحقق وسط جو الترهيب والتعصب الجاري في مصر.
وأضافت “قبل أيام من مذبحة باريس تنكر الرئيس المصري في زي المستنير ضد التطرف السني داعيًا لثورة دينية”، مشيرة إلى أنه “في دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني يتطرق إلى الأذهان على الفور رسوم صحيفة “شارلي إبدو” الذي سخرت فيه من رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم”.
وأردفت “خطاب الرئيس ذهب دون أن يلاحظه أحد لكن منذ ذلك الحين بدا الأمر وكأنه رد فعل لإلقاء الضوء على التطرف الإسلامي، حتى أن البعض تخيل السيسي وكأنه مارتن لوثر العالم الإسلامي”.
وتابعت “الجنرال السابق شن حملة قمع لا هوادة فيها مع تضييق الخناق على وسائل الإعلام، لذا فهو بات زعيمًا غير محتمل أن تتواجد عملية للإصلاح معه”.
ورأت الصحيفة أن “السيسي يتحدث وربما يكون مؤمنًا حقيقيًا بالفكر الديني المعتدل، لكن تصرفات حكومته قد ساهمت أيضًا في تطرف الإسلاميين وتفاقم شعورهم بالإيذاء، كما أن لديه مشكلة مع السخرية أيضًا بعدما أوقف برنامج الإعلامي “باسم يوسف” ذي الشعبية”.
ولفتت إلى أن “كثيرًا ما ترافقت الهجمات الإرهابية الكبيرة بدعوات لإصلاح الإسلام، لكن انتظار مارتن لوثر سيكون طويلاً فلا توجد أي كنيسة أو تسلسل هرمي في الإسلام، كما أن هناك عدة مدارس فكرية، لذلك عادة ما تستند التفسيرات على توافق الآراء من المؤسسات الدينية”.
واستطردت “الغالبية العظمى من رجال الدين يقولون إن الجهاديين يسيئون فهم دينهم والأغلبية الساحقة من المسلمين ترفض اللجوء لأعمال العنف، لكن هذا لا يعني عدم وجود حاجة للإصلاح”.
ورأت الصحيفة أن” مؤسسات مثل جامعة الأزهر لديها قدرة على تعزيز الاعتدال إذا تواجد في بيئة سياسية حرة ومفتوحة، لكن يراها الآن العديد مرتمية في أحضان الأنظمة التي استغلالها لأغراض سياسية في بعض الأحيان، وفي نفس الوقت تتبني المؤسسات مشجعة وجهات النظر الراديكالية لتعزيز شرعية الحكومة”.
وأضافت “في معظم أنحاء المنطقة أي عالم مسلم لديه تفسيرات ليبرالية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية يتم اعتبارها تهديدًا سياسيًا”.
ولفتت إلى أن “مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان أشار في رد فعله على الهجوم “تشارلي إبدو”، إلى ضرورية الإصلاح الديني في العالم العربي لكن هذا لا يمكن أن يتحقق دون إصلاح سياسي”.