عقب إضراب “6 أبريل” الشهير عام 2008 في مدينة المحلة الكبرى، والذي شهد استجابة كبيرة وغير متوقعة من المصريين، ظهرت حركتا “شباب 6 أبريل”، و”كفاية”، ولمعت أسماء عدد من الناشطين والمدونين الداعين للإضراب، وكان على رأسهم إسراء عبد الفتاح.
تمّ اعتقال إسراء لفترة، ثم الافراج عنها لاحقاً، وأصبحت هي وعدد آخر من الناشطين المصريين إلى جانب الحركات الوليدة وصفحة “كلّنا خالد سعيد”، منطلقاً لتظاهرات للشرطة المصريّة، تطوّرت لتصبح ثورة شعبيّة.
إسراء وبعض ناشطي يناير أصبحوا نجوماً للفضائيات ومواقع التواصل عقب اندلاع الثورة، وتباينت مواقفهم وتوحدت عدة مرات، مرورا بفترة المجلس العسكري، والرئيس المعزول، محمد مرسي، ولكنهم اتفقوا لحظة عزله على دعم الجيش والشرطة وباقي القوى السياسية على الإطاحة بأول رئيس منتخب، بل وطبّلوا وهللوا لقتل أنصاره في فض اعتصامي “رابعة” و”النهضة”.
وعقب عزل مرسي، أيّدت إسراء وآخرون بشدة المشير، عبد الفتاح السيسي، حتى وصل إلى سدة الحكم. ووصل تطبيل إسراء للضرب في رفقاء وأصدقاء الميدان عندما حاولوا معارضة السيسي، أمثال ماهر ودومة وعلاء، وأصبحت تمثل هي وحازم عبد العظيم وسارة فهمي والأسرار العسكرية على مواقع التواصل، أذرعا إعلامية قوية لدعم السيسي.
ورغم هذا التطبيل ودعم السلطة الحالية بمصر، بالمخالفة لكل شعارات الثورة التي رفعتها بصحبة رفاق الميدان، إلا أنه لم يشفع لها في الإفلات من محاولات تشويه كل رموز ثورة يناير، فبعد اعتقال علاء عبد الفتاح وأحمد دومة وأحمد ماهر، والمضايقات التي تعرضت لها أسماء محفوظ… ها هي إسراء تُمنع هي الأخرى من السفر لألمانيا بغرض الدراسة حسب قولها، بناءً على طلب من النائب العام، والذي لم يبدِ أي سبب للمنع حتى الآن، لكن الناشطين تكفّلوا بالتفسير، وذلك عقب فترة من الهجوم عليها من إعلاميين محسوبين على السيسي ونظامه، أمثال عبد الرحيم علي، وأحمد موسى.
لكنّ أحمد موسى لم يفوّت الفرصة ليُعبّر عن شماتته في إسراء، ويكمل السجال السابق بينهما. وقال على قناة “صدى البلد” إنه ما زال هناك المزيد، مضيفاً: “الأيام جايه ولسه هنشوف”. وعلّقت إسراء على الواقعة، على حسابها الخاص على “فيسبوك”، وقالت: “تم اليوم منعي من السفر للدراسة… دون استدعائي للمثول للتحقيق في أية قضية ودون إدانتي في أية قضية، وحتى الآن غير معلوم لي ولمحاميّ السبب في ذلك، مما يعد هذا المنع غير قانوني وغير دستوري.. وسأتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد ذلك.. مع أني فقدت الأمل في أي عدل في هذه البلد.. الظلم عنوان المرحلة، إدّوها كمان حرية.. لله الأمر من قبل ومن بعد.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
منع إسراء من السفر اعتبره الناشطون على مواقع التواصل “بداية النهاية لها”، وتدشين لمرحلة جديدة من تعامل السلطة، “رغم كل ما قدمته من خدمات”.
وكتب أحدهم: “منع إسراء عبد الفتاح من السفر إلى ألمانيا، الواحد فرحان في إن اللي عملوه سبوبة من الثورة، دلوقتي مش جايب نتيجة”.
وشارك حساب “مباشر مصر” الإخباري في الشماتة من إسراء، وقال: “إسراء بعد ما حاربت مرسي والإخوان وطبلت للسيسي، خافت وحاولت تهرب بره البلد بداعي الدراسة فمنعوها من السفر”.
وعن حساب إسراء على “تويتر”، والذي أسمته بـ”مش هبطل أحلم لمصر”، سخرت إحدى الناشطات قائلة: “يا ريت إسراء عبد الفتاح تبطل تحلم لمصر، عشان أحلامها بتعمل كوابيس لمصر، احلمي لأميركا، والله المستعان”. وعلقت ياسمين: “منع إسراء عبد الفتاح من السفر، منع تمرد حضور مؤتمر الرئاسة، والمطالبة بحل حزب النور وممثله موجود، من أعان ظالماً، سلطه الله عليه”.
العربي الجديد