كشفت مصادر صحفية وثيقة الصلة بالاستخبارات الإسرائيلية عن تبني تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تكتيكًا عسكريًا جديدًا يتمثل في تصفية كبار القادة في القوات المعادية، مددلاً على ذلك بعمليات اغتيال وقعت مؤخرًا ضد قادة إيرانيين بالعراق. وأكدت المصادر أن “داعش” قتلت حتى اللحظة 555 ضابطًا إيرانيًا بالعراق خلال الشهور الأربعة الأخيرة.
وقال موقع “ديبكا” الإسرائيلي إنَّ وحدة خاصة تابعة للتنظيم اغتالت فجر الاثنين 12 يناير قيادات رفيعة المستوى في فيلق القدس الإيراني بالعراق وقتلت قائد القوات الخاصة بالفيلق الجنرال “مهدي نيروزي”، في مدينة الهاشمية 125 كم شمال بغداد.
ويؤكد هذا الهجوم ـ بحسب الموقع القريب من الموساد – تبنى “داعش” تكتيك جديد يتمحور حول تصفية منهجية لكبار القادة العسكريين في القوات المعادية، بهدف تدمير معنويات تلك القوات، وشلها بشكل كامل.
في الأسبوع الأخير من ديسمبر اغتالت وحدة قناصة تابعة للتنظيم الجنرال الإيراني “حميد تقوي” في مدينة سامراء وسط العراق. وزعم الإيرانيون أن “تقوي” قتل خلال تدريبه القوات العراقية.
وكان الجنرال الإيراني هو قائد المليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية وقوات الحرس الثوري الإيراني المشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة وسط العراق. لكن التنظيم لم يتوقف عند هذا الحد حيث استهدفه هجومه الأخير الجنرال”نيروزي” الذي تم تعيينه خلافا لـ”حميد تقوي”.
خلال الأسبوع الماضي وتحديدا يوم 5 يناير شنت عناصر محسوبة على “داعش” هجوما على دورية جنود سعوديين شمال المملكة وقتلوا ثلاثة منهم، من بينهم قائد قوات حرس الحدود السعودي بالمنطقة الشمالية العميد عودة البلوي. ومن تحليل هذه الاغتيالات يتضح إلى أي مدى بات” داعش” يعتمد على تكتيك استهداف كبار القادة في صفوف أعدائه.
ويستبق التنظيم هذه العمليات بجمع معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات القادة وطبيعة المناصب التي يشغلونها، بعدها يتم تنفيذ اختراق استخباري لمقرات القيادة على يد عناصر محلية تتعاون مع التنظيم، تنقل معلومات عن تحركات الأهداف، ومواعيدها، والضباط المرافقين لهم، وحجم القوات المخصصة لحراستهم.
وبالحصول على المعلومات المطلوبة، يقرر قادة “داعش” الوسائل المقرر استخدامها في الهجوم، فخلال عملية استهداف القيادي العسكري الإيراني “تقوي” استخدم التنظيم وحدة قناصة جرى تزويدها بمعلومات دقيقة عن موعد زيارة الجنرال في إحدى ساحات القتال.
نتيجة لذلك قرر الحرس الثوري الإيراني نقل مقر قيادته من سامراء إلى الهاشمية. لكن خلال أقل من أسبوعين، نفذ “داعش” اختراق استخباري داخل مقر القيادة الإيرانية- العراقية الجديدة. هذه المرة استخدم التنظيم مجموعة مسلحين من بينهم عدد من الانتحاريين فجروا أنفسهم داخل فريق القيادة الإيراني. وبشكل مشابه نفذ “داعش” الهجوم الذي استهدف قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية السعودية العميد “البلوي”.
ونقل” ديبكا” عن مصادر الاستخبارية الخاصة أن مقاتلي” داعش” تمكنوا منذ أكتوبر 2014 وحتى الآن من قتل 555 ضابط إيراني بالعراق، الغالبية العظمى منهم جرى استهدافهم على يد مجاميع التصفية الخاصة التابعة للتنظيم.