يقول “تايلور لاك”، مراسل صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”، إن هناك نقاشا متزايدا داخل العائلة المالكة لتجاوز الأمير سلمان وتعيين الأمير مقرن خليفة للملك عبدالله. وحتى لو حكم سلمان أو مقرن، ففترة حكم كل منهما ستكون قصيرة مما يفتح المجال أمام تغيرات جيلية.
ونقل الكاتب عن دبلوماسي سعودي في العاصمة الأردنية عمان قوله: “من الناحية العملية، هناك اتفاق على أهمية التقدم للأمام سواء تولى عرش البلاد الأمير سلمان أو الأمير مقرن”.
ويتوقع الكاتب إمكانية دخول السعودية مرحلة من الاضطرابات في وقت تفرض التحديات الإقليمية تأثيراتها على المملكة، خاصة النابعة من إيران وتلك التي تفرضها المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويخشى الداعون للإصلاح أن تؤدي عملية نقل السلطة لتقييد الحريات وعدم التسامح مع مطالبهم.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى ما قاله سليمان الشيخ الباحث في معهد بروكينغز – الدوحة من أن الخلافة بعد الملك عبدالله آمنة لكن السؤال يتعلق بالتحدي الناشئ فيما بعد. ويرى الشيخ أن “ولي العهد القادم سيسلم الشعلة للجيل القادم، والسؤال من سيحملها؟”.
ويرى الكاتب أن الآلية التي استحدثها الملك عبدالله عام 2007 وهي “هيئة البيعة” لترتيب الخلافة وتسلم السلطة مؤقتا في حالة مرض أو عجز الملك صحيحة نظريا لكن من الناحية العملية لم يمارس المجلس سلطته وقد تجاوزه الملك عبدالله مرتين عندما عين ولي العهد ونائبه.
ولا يعرف أحد الكيفية التي سيتم فيها نقل السلطة، فالمجلس يترأسه الأمير مشعل بن عبدالعزيز، ويقتضي تعيين الملك موافقة ثلاثة أرباع أعضائه الذين يمثلون كل أجنحة العائلة المالكة.
ويشير “لاك” إلى حظوظ الأمير متعب (62 عاما) قائد الحرس الوطني الحالي كمرشح من الجيل الجديد للعرش.
ويلعب الأمير متعب منذ مرض والده دورا مهما وينوب عنه في المناسبات العامة، حيث قاد وفودا إلى الدول الجارة والأجنبية. ويرى مراقبون أن تولي الأمير متعب الحكم سيضفي على البلاد استقرارا واستمرارية في الإصلاح الذي بدأه والده، خاصة وأن الأمير لديه خبرة عسكرية عمرها 30 عاما.
وهناك الأمير محمد بن نايف (59 عاما) وزير الداخلية، فهو شخصية تحظى بعلاقات واسعة في منطقة الخليج. واعتبر البعض زيارته لواشنطن في ديسمبر العام الماضي واجتماعه مع مدير المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) جون برينان، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري، بمثابة “ختم رسمي” من الولايات المتحدة عليه.
ويرى الكاتب أن أكثر من يدعمون الأمير محمد بن نايف هم من المعارضين للأمير متعب، والذي يتهمون الملك عبدالله بأنه يريد توريث الملك لأبنائه. وبحسب دبلوماسي سعودي آخر: “هناك اليوم جناحان داخل العائلة المالكة، فإما أنك مع الأمير متعب أو الأمير محمد ولا توجد منطقة وسطى”.
وأيا كان الشخص الذي ستختاره هيئة البيعة، إلا أن السعودية مرشحة للدخول في مرحلة خلاف طويل على السلطة، حيث ستنقل الشعلة للجيل الثاني من أحفاد الملك عبدالعزيز.
ويقول الباحث سليمان الشيخ إن “هذه الفترة تأتي في وقت غير مناسب للمملكة التي تواجه فيها تحديات من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، فقد نفذ أتباعها عملية في 5 يناير في بلدة على الحدود السعودية مع العراق. كما يخشى الناشطون والداعون للإصلاح من تأثير الصراع على السلطة على ما تبقى لديهم من حريات”. ويضيف الكاتب مسألة أخرى لها علاقة بانخفاض أسعار النفط وفشل السعودية في التحكم بأسعاره.
وفي هذا السياق ترى دراسة نقلت عنها صحيفة “فايننشال تايمز” أن السعودية ستعاني من بطء في النمو الاقتصادي في العامين القادمين ما سيؤدي لعجز في الميزانية ولأول مرة منذ عام 2011.
وتوقع تقرير أعده بنك “جدوى للاستثمار” انخفاض الناتج المحلي بنسبة 3.7% لعام 2014 إلى 2.5% لعام 2015 و1.8% لعام 2016.