غمرت مياه الصرف الصحي والأمطار مناطق عديدة في الإسكندرية – ثاني أكبر محافظة مصرية – الاثنين، وتحولت الشوارع والميادين إلى برك ومستنقعات بعد توقف محطات الصرف الصحي عن العمل، وفشل الأجهزة التنفيذية في التعامل مع كارثة بيئية لم تشهدها المحافظة من قبل.
وحوصر الآلاف داخل منازلهم بعد ارتفاع المياه في بعض الشوارع لنحو مترين، حتى أن بعض الأهالي استخدموا قوارب للخروج من منازلهم، كما تعرضت البضائع والأجهزة الكهربائية في المحال التجارية والمصانع للتلف جراء تسرب المياه، ما خلف خسائر مادية تقدر بالملايين.
ويقول مسؤولون بالمحافظة إن التيار الكهربائي انقطع عن محطة الصرف العملاقة رقم 3 ليومين متتاليين، وتوقفت مولدات الطوارئ عن إمداد المحطة بالكهرباء، ما تسبب في إغراق شرق المدينة بمياه الصرف والأمطار.
وتضاعفت معاناة المواطنين في الإسكندرية بعد أن اجتمعت عليهم مياه الصرف وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب النقية وعدم قدرتهم على مغادرة منازلهم.
تعليقات ساخرة
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصورا طريفة لمواطنين يستخدمون القوارب في تنقلاتهم بالمدينة، بسبب عدم قدرة السيارات على التحرك.
وظهر في أحد المقاطع شاب في من منطقة ميامي يستخدم “لنش” للتجول في شارع “خالد بن الوليد” أشهر الشوارع التجارية في الإسكندرية.
كما تداول نشطاء على “فيس بوك” صورا لشخص آخر يمارس رياضة التزحلق على الماء فى شوارع الإسكندرية الغارقة في الصرف الصحي مستعيناً بسيارة جيب بديلاً من اللنش، بينما علق نشطاء على صور الشوارع الغارقة فكتبوا “إسكندرية مش عاوزة محافظ، دي عاوزة سباك”
وتهكم آخرون بقولهم “أعتقد أن جهود المحافظة فى التعامل مع مياه الأمطار والمجاري واضحة جدا، جهود لا ينكرها إلا إرهابي أو إخوانى أو متشائم”.
واستفاد بعض الصيادين من الأزمة، حيث استخدموا مراكب صغيرة لنقل المواطنين من مكان لآخر عبر بحيرات الصرف الصحي مقابل بعض النقود.
فينيسيا المهدي
ويقول مواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن الإسكندرية تحولت إلى فينيسيا في عهد طارق المهدي، لكن بمياه الصرف الصحي بدلا من مياه البحر”.
والمهدي هو جنرال سابق في الجيش، تم تعيينه محافظا للإسكندرية بعد الانقلاب العسكري، لكنه فشل فشلا ذريعا في حل أي مشكلة من المشكلات المتراكمة في المحافظة، بحسب مواطنين.
وتعاني الإسكندرية – التي كانت يوما تلقب بعروس البحر المتوسط – من مشكلات مزمنة في مقدمتها القمامة والزحام المروري والانهيار المتكرر للعقارات المبنية بشكل مخالف للقانون.
وفي محاولة لتهدئة غضب الأهالي، اصطحب محافظ الإسكندرية مجموعات من الأهالي إلى محطة الصرف لإطلاعهم على الجهود المبذولة لحل الأزمة.
وأكد المحافظ أن الأحمال الزائدة على الكهرباء أدت إلى قطع التيار عن محطة الصرف، ما تسبب بدوره في خروجها عن الخدمة وغرق المدينة في مياه الصرف الصحي، متعهدا بمراعاة ذلك في المستقبل، وأوضح أنه تم الدفع بالمزيد من العربات المخصصة لسحب المياه من الشوارع على مدار الساعة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة.
وكانت الحكومة، على لسان وزير الكهرباء حسين شاكر، قد أعلنت مرارا أنه لا يتم قطع التيار الكهربائي عن المنشآت الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي، لكن الواقع على الأرض أثبت غير ذلك.
وقال اللواء يسري هنري، رئيس هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن محطة رفع المياه رقم 3 عادت للعمل يوم الثلاثاء، ويتم الآن السيطرة على الأزمة في حي المنتزة، مؤكدا فتح طريق الكورنيش أمام حركة السيارات بعد سحب مياه الصرف الصحي التي تسببت في شلل مروري بالمحافظة.
مؤامرة إخوانية؟
وكما حدث من قبل مع كثير من المشكلات والأزمات، اتهم إعلاميون مصريون مؤيدون للانقلاب جماعة الإخوان المسلمين بالتسبب في غرق الإسكندرية بمياه الصرف الصحي.
وقال الإعلامي عمرو أديب: ربما تكون هناك مؤامرة إخوانية وراء غرق الإسكندرية بهذه الصورة غير المسبوقة بمياه الصرف الصحي.
ووجه أديب، خلال حلقة الاثنين من برنامجه القاهرة اليوم، كلامه للمسؤولين “لو كانت هذه مؤامرة إخوانية من موظفين يعملون داخل هيئة الصرف الصحي بالإسكندرية فيجب إعلان أسمائهم ومحاكمتهم على الفور”، مؤكدا أن هذا المظهر الذي شاهده العالم لمدينة الإسكندرية لا يمكن السكوت عليه أو تبريره، مطالبا كل مسؤول “بتحمل مسؤوليته أو مغادرة منصبه”.
وتعليقا على هذه الاتهامات، قال الصحفي سلامة عبد الحميد: ” الإخوان دول جبارين يا جدع، قعدو في التواليت، وعملو زي الناس، لغاية الصرف الصحي بتاع إسكندرية كله ما ضرب، والشوارع غرقت”.
عربي21