“افعلْ ما شئت من جرائم… اقتلْ، اغتصبْ، أحرقْ، اسحلْ، ولا تخفْ، لأنك شرطي”. قد تكون هذه الجملة ملخّصاً لسلسلة طويلة من الأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً.
ولم يقف الموضوع عند خبر قتل ضابط شرطة لشقيقين في السويس، لأنهما لم يقفا في الكمين… فقد أفاق المصريون منذ يومين على خبر إخلاء سبيل أمينَي شرطة قاما باغتصاب فتاة في منطقة الشرابية.
وتعود الواقعة إلى أكثر من أسبوع، حين قام أمين شرطة ورفيقه باصطحاب فتاة من سيارة صديقها عنوةً بدعوى توصيلها لمنزلها، ولم يكن من الأمين وفرد الشرطة المصاحب له إلا القيام باغتصابها. ورغم تأكيد الطب الشرعي للجريمة على الشرطيين، إلا أن القاضي أطلق سراحهما مقابل كفالة 1000 جنيه!
تصدّرت بوابة “الأهرام” المواقع التي أوردت الخبر، ولكن على شكل خبر قضائي عادي، وليس جريمة بشعة تستوجب إقالة حكومة في الدول الحقيقية.
والمثير للدهشة هو الاهتمام الضعيف من المواقع التي قامت بتغطية هادئة، كأنها تتحدث عن مخالفة مرورية، وليس قضية اغتصاب.
وتصدّر الخبر أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أفردت الصفحة الرسمية لحركة شباب 6 إبريل تدوينةً كاملة عن الخبر، وقالت فيها “في الوقت اللي آلاف الشباب تم حبسهم بأحكام من سنتين لـ15 سنة لأنهم تظاهروا ضد ممارسات النظام الحاكم وقضائه الشامخ.. يا ترى لو أهل البنت قرروا ياخدو حقهم بنفسهم، وكل مظلوم، وكل من تم الاعتداء عليه، أو على أهله أو على بيته أو…”.
كما اهتمت الصفحات المحاربة للتحرش بالخبر، ونشرت صفحة “أنا مش هاسكت على التحرش” على “فيسبوك” تفاصيل الواقعة (الصورة).
أما الكاتب الصحافي جمال سلطان فعلق على حسابه قائلاً: “إخلاء سبيل الشرطيين المتهمين باغتصاب فتاة داخل سيارة النجدة بكفالة ألف جنيه لكل منهما.. لم يضبط معهما بلالين رابعة”.
في حين سخر أحد الناشطين قائلاً: “إوعى براءة أمين الشرطة من اغتصاب بنت ينسيك إن في أمين شرطة تاني واقف في عز البرد ومستحمل الجو الزبالة ده عشان مستني بنت جديدة تعدي علشان يغتصبها”.
وفسر الصحافي عاطف إخلاء سبيل الشرطيين بقوله: “أمناء الشرطة أخدوا إخلاء سبيل في “جنحة” اغتصاب فتاة داخل سيارة شرطة بكفالة 1000 جنية، لو كانت بنت راجل مهم مكانوش هيقدروا يقربولها أو اتعدموا”. وردت عليه إنجي قائلة: “ما تقول لو كانت بنت السيسي.. انت خايف ليه؟ هو مش لو كانت حصلت مع مرسي ماكنتش هتقول لو كانت بنت مرسي”… وعلق على حوارهما عادل قائلاً: “الموضوع مش سيسي دي لو أخت أمين شرطة كان جالها حقها، بيجيبوا حق بعض بس”.
ووصف الناشط مازن الخبر بـ”حلقة جديدة في مسلسل القضاء الشامخ”. ووصفت الناشطة سارة أشرف المشهد بقولها: “التهمة اغتصاب بالإكراه، النتيجة: إخلاء سبيل بكفالة 1000 ج، ليه؟.. أصل المتهم أمين شرطة”.
(العربي الجديد)