دعا معلقون إسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تصفية صحفيي “هآرتس” وتنفيذ مجزرة في مقر الصحيفة على غرار ما حدث بصحيفة “شارلي إيبدو”، وذلك بعد أن نشرت رسامة بالصحيفة رسمًا في جزئه العلوي إحصاء لعدد قتلى الصحيفة الفرنسية، فيما أوردت في الأسفل إحصاء لعدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال العدوان الأخير على غزة الصيف الماضي، وجاء بين الإحصاءين عبارات “كلنا شارلي” و”كلنا غزة”.
المقارنة التي أجرتها “هآرتس” ذات التوجه اليساري بين 10 صحفيين فرنسيين قتلوا على يد متطرفين إسلاميين، وبين 13 صحفيًا فلسطينيًا اغتالتهم يد الغدر الإسرائيلية، أثارت غضب اليمين اليهودي المتطرف، وكانت البداية عبر “بوست” نشره السياسي الإسرائيلي “رونين شوفال” الذي ينافس لدخول قائمة حزب “البيت اليهودي” المتطرف لخوض انتخابات الكنيست المقررة في 17 مارس المقبل.
كتب “شوفال” على صفحته الخاصة بموقع “فيس بوك”: في أعقاب الإرهاب الإسلامي الذي اهتاج في باريس، قررت صحيفة هآرتس تقديم “مبادرة شخصية” والإعراب عن التضامن مع حماس”.
وأضاف: “يقول الرسم إن دولة إسرائيل تقتل صحفيين أكثر من الإرهابيين المسلمين في باريس (ترجمة الجملة الثانية بالفرنسية هي “أنا غزة”). إذا كان هناك ما تعلمناه – فإن الهجمات الإرهابية نتاج للأجواء والتحريض. هذا التحريض الذي تروج له صحيفة هآرتس يناسب إحدى صحف حماس. هذه بالضبط هي النقطة التي تتوقف عندها حرية التعبير- عندما تشجع الإرهاب”.
وطالب “شوفال” المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، بالإدلاء بأوامره فورًا لفتح تحقيق بتهمة انتهاك قانون العقوبات، مشيرًا إلى أن المادة 103 من قانون العقوبات “الدعاية الانهزامية” تنطبق على هذه الحالة.
ردود المعلقين فاقت “شوفال” عنصرية وتطرفًا، حيث دعوا إلى قتل هيئة تحرير “هآرتس”، وقال معلق يحمل اسم “حي آلوني”: يجب أن نفعل في صحيفة هآرتس ما فعله الإرهابيون في فرنسا”، وتساءل آخر يدعى “موني بونتا”: “لماذا لا نشن هجومًا على صحيفة هآرتس”؟ وطالبت “دانيالا بيرتس” بالسماح للمخربين بتصفية صحفييها.
وكتب “ميكي دهان”: “إن شاء الله سوف يُقتل صحفيو هآرتس مثلما حدث بفرنسا”، وعلقت “دانيت حجيجي” بالقول: “أتمنى أن يموتوا”، وقالت “ريكي ميخال”: ”صحيفة هآرتس هي المكان الذي يجب أن يقتحمه الإرهابيون”، وقال “موشيه” الذي شارك المنشور: ”الموت للخونة”. كذلك علق “توفال شالوم” قائلاً: ”أتمنى أن يصل الإرهاب لصحيفة هآرتس”، وكتبت “روتي حفروني”: “إن شاء الله ستنفذ حماس عملية تقتلكم جميعًا مثل الصحفيين بفرنسا”.
هيئة تحرير الصحيفة الإسرائيلية ردت بالقول:” كل الرسومات التي نشرت تمثل وجهة نظر رسامي الصحيفة وليست هيئة تحريرها”، وأضافت: “ما يثير للاستغراب أنه في حين ينشغل العالم بالحديث عن حرية التعبير والصحافة، وبينما يقتل الصحفيون من أجل هذا الحق، يطالب زوار “هآرتس” بحذف رسم لم يناسبهم مضمونه بشكل كامل”.
الصحيفة أوضحت أن “الحديث يدور عن رؤية شخصية للرسامة، تمامًا مثلما عبرت الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في “شارلي إيبدو” عن رأي الرسامين الذين عملوا هناك، ورغم أنها كانت استفزازية وأثارت غضب الكثيرين، فقد نشرت رغم ذلك باسم حرية التعبير. دور الكاريكاتير أو أي رسالة بصرية أخري، هو إثارة التفكير والجدل”.