شن قياديون إسلاميون هجوما لاذعا على مسيرة “الجمهورية”، أمس الأحد، بالعاصمة الفرنسية باريس، المناوئة للإرهاب والمتضامنة مع ضحايا الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة، لأنها ضمت حسب تعبيرهم إرهابيين عالميين، كما عرفت حمل صور مسيئة للنبي عليه السلام.
وكانت مسيرة باريس قد عرفت مشاركة زعماء عدد من دول العالم، حيث تصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وملك الأردن عبد الله الثاني، وعقيلته، وشخصيات أخرى.
وانتقد الدكتور علي القره داغي، الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، ما أسماه الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا العالم، مستهجنا كيف للمشاركين أن يهبوا دفعة واحدة في مقتل صحفيين فرنسيين، دون ان يُسمع لهم صوت بخصوص مقتل الملايين في الشام والعراق.
وأورد داغي في تغريدة له على موقع تويتر “رؤساء دول عربية وأجنبية يجتمعون في باريس لإدانة حادثة “شارلي إيبدو”، وفي سوريا والعراق يُقتل يوميًّا أضعاف ضحايا الحادثة”، مضيفا بالقول “هذه قيمة دمائهم ودمائنا”، في إشارة إلى رخص الدم العربي.
واستطرد “”كل دولة بالعالم تُسَعِّر قيمة لمواطنيها وقيمة لدمائهم، فبالغرب سَعَّرُوا دماء مواطنيهم بأغلى الثمن، أما ببعض بلادنا فجعلوها بلا قيمة”، مردفا “”نتنياهو في مسيرة باريس ضد الإرهاب، ويداه القذرتان ما زالتا تقطران بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في فلسطين”.
ومن جانبه أفتى الداعية السعودي، الدكتور سلمان العودة، بحرمة المشاركة في مسيرة باريس أمس، وقال في تغريدة له عبر تويتر: “لا يجوز لمسلم أن يشارك في مسيرة ترفع فيها الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ويتوسطها الصهاينة قتلة الأطفال والنساء”.
وبدوره قال الدكتور عزام التميمي، أحد قيادات الإخوان المسلمين المقيمين بلندن، “أُريد لمظاهرة باريس أن تكون استعراضاً للوحدة والقوة والتضامن والتحدي”، مضيفا: “لكنها مظاهرة لا مكان فيها لا للحقيقة ولا للصدق ولا للنزاهة”.
وعدا هؤلاء الشخصيات الإسلامية، انتقد إعلاميون عرب ذات المسيرة التضامنية، من قبيل الكاتب الصحفي القطري فيصل بن جاسم آل ثاني، حيث وصف مسيرة باريس بأنها “جمعت أكبر عدد من إرهابيي العالم لتشييع جنازة الضمير والعقل”.
وكتب الصحفي القطري في تغريدة له “عدد من الصحفيين قتلوا فأصبحت قضية عالمية، وشعب كامل ببورما يستباحون، بسوريا يضرب بالكيماوي والصواريخ، وبالعراق وفلسطين يُباد أمر عادي”، قبل أن يردف عبارة “عالم ظالم ومنافق”.
وكتب الإعلامي السوري فيصل القاسم بقناة الجزيرة: “محمود عباس منع الناس من التظاهر تضامناً مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنه ذهب اليوم إلى باريس مع زميله نتنياهو ليتظاهر ضد الإرهاب..هزلت”. وفق تعبيره.
هسبريس