مع انتزاع الجمهوريين الغالبية في الكونغرس، ومع تسلم أمثال السناتور جون ماكين زعامة لجنة مثل الشؤون المسلحة، انفجرت الأمور بين الجمهوريين والديمقراطيين حول قيام إدارة الرئيس باراك أوباما بتزويد بغداد بالسلاح، إذ يعتقدون أن الدعم الأميركي يصل إلى ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية العراقية. وكان الكونغرس قد أقر، في نوفمبر، تسليح الحكومة العراقية بمبلغ مليار و200 مليون دولار.
ويتهم الجمهوريون الميليشيات الشيعية، التي تعمل تحت إشراف قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، الجنرال قاسم سليماني، بقتل عدد من الجنود الأميركيين أثناء الاحتلال الأميركي للعراق بين 2003 و2011.
وتقول التقارير في العاصمة الأميركية إنه في إحدى الجلسات المغلقة، برر المسؤولون في إدارة الرئيس أوباما وصول عتاد إلى أيدي هذه الميليشيات بالقول إنه لا سبيل لحصر السلاح الأميركي، وأن الحكومة العراقية وحدها يمكنها القيام بذلك، ورغم أن رئيس الحكومة حيدر العبادي أكثر تعاوناً مع المطالب الأميركية من سلفه نوري المالكي، مازالت الحكومة العراقية غير قادرة على حصر وإحصاء مخازنها للأسلحة.
وتابع المسؤولون الحكوميون، في الجلسة نفسها، قائلين إنه “من دون مشاركة الميليشيات الشيعية في القتال ضد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش، لكانت الأمور أسوأ بكثير، ولكنا رأينا الإرهابيين يتمددون في مناطق أوسع ويرتكبون مجازر أفظع”.
تصريحات المسؤولين الأميركيين أثارت حنق أحد المشرعين المشاركين في الجلسة، الذي قال ساخراً: “إذا كان الحال كذلك، لماذا لا نكتب صكا بقيمة مليار و200 مليون دولار ونرسله مباشرة للحجي قاسم (سليماني)؟”.
وكان ماكين عاد للتو من جولة شملت العراق وسورية، وتحدث إثرها عن الجرائم الدموية التي ترتكبها الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران. وقال ماكين في مقابلة مع “بلومبرغ فيوز” إنه “من الواضح أن (الميليشيات الشيعية) تطرد السنة من بعض البلدات التي يعيشون فيها منذ القدم، وتقوم الميليشيات باستبدال السنة بشيعة، وهذا حتما انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”. وأضاف ماكين أن “أحد مفاتيح النجاح ضد داعش يكمن في المصالحة مع السنة، وإذا ما استمرت الميليشيات الشيعية في قتل السنة، فإن المصالحة ستكون متعذرة، وكذلك مشاركة السنة في القتال ضد داعش”.
ونقل ماكين عن مسؤولين في البلدين، أي العراق وسورية، قولهم إن الحكومة العراقية تعطي السلاح الأميركي لميليشيات شيعية مرتبطة بإيران. وقال ماكين: “الجيش العراقي مازال بعيداً عن إمكانية قيامه بأي عمل ذي تأثير، وفي هذه الأثناء تقوم الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران بملء الفراغ، وقيل لي إن بعض سلاح الميليشيات جاء من أميركا”.
وتابع ماكين أنه في غياب جيش عراقي قوي، إيران هي التي تقوم بمعظم القتال عبر الميليشيات المرتبطة بها: “وهذا لا يمكن أن يكون في مصلحة الولايات المتحدة”.
واشنطن – من حسين. ع