الأخوان سعيد وشريف كواشي المشتبه بهما في حادث إطلاق النار في مقر صحيفة شارلي إيبدو في العاصمة الفرنسية باريس يوم الخميس الماضي، تم قتلهما من قبل الشرطة الفرنسية يوم الجمعة بعدما قاما بعملية احتجاز رهينة يوم الجمعة في مطبعة ببلدة “دامارتون أون غول” شرق العاصمة باريس.
الصحفي الفرنسي “إيغور ساهيري” ذكر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه قام بالتحدث هاتفيًا إلى شريف كواشي “قاتل زملائي” في تمام الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الجمعة 9 يناير.
إيغور ساهيري هو صحفي يعمل لمحطة تليفزيون “BFM-TV” الفرنسية وقام بتسجيل المحادثة الهاتفية التي دارت بينه وبين شريف كواشي.
بعد ذلك بساعات تم قتل شريف وأخيه خلال مداهمة الشرطة للمكان الذي احتميا به. فماذا قال شريف للصحفي الفرنسي؟
شريف كواشي
(هذه المكالمة تمت في الوقت الذي كان فيه الأخوان كواشي يحتجزان رهينة داخل المطبعة).
“أنا أخبرك أننا مجرد مدافعين عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
“لقد تم إرسالي أنا شريف كواشي بواسطة فرع تنظيم القاعدة في اليمن، وأنني ذهبت إلى اليمن، وأن الشيخ أنور العولقي هو من قام بتمويلي ماليًا (رحمه الله)”.
وعندما سأله الصحفي عن وقت زيارته وتمويله رد قائلاً:
” كان هذا الأمر من فترة ما قبل أن يتم قتله”.
الصحفية سارا لوكوهين التي تعمل بنفس المحطة التليفزيونية ذكرت باقي تفاصيل المحادثة الهاتفية قائلة إن شريف كواشي قام بهذه الأفعال باحثًا عن الانتقام للنبي محمد.
وقالت سارة “لقد أنكر كواشي قيامه هو والآخرين بقتل المدنيين. هذا شيء مهم لأنه بالنسبة لهم فإن الصحفيين في صحيفة شارلي إيبدو ليسوا مدنيين، بل هم أهداف بالنسبة لهم”.
وقالت سارة واصفة حديث كواشي “بعد ذلك، تابع حديثه – بمنتهى الهدوء – شارحًا أنهم لم يقوموا بقتل النساء والأطفال بل إنه نحن الغرب هم من قاموا بقتل الأطفال في أفغانستان وفي العراق وفي سوريا”.
ولقد وصفت سارة حديث كواشي بأنه كان “هادئًا جدًا ومحددًا، كما لو أنه قد قام بتحضير الإجابات مسبقًا”، وأضافت: “لقد كان حديثه مقلقًا للغاية وكان الغرض من رسالته هذه هو إعلان مسئوليته عن هذا الحادث وأن تُعرف دوافعه بشكل علني للناس”.
أحمدي كوليبالي
من ناحية أخرى فقد تلقت هذه القناة مكالمة هاتفية أخرى من الشخص المسئول عن الهجوم على المطعم اليهودي في باريس، وهو أحمدي كوليبالي. كوليبالي قام بمهاجمة أحد المطاعم اليهودية واحتجز عددًا من الرهائن مطالبًا بعدم التعرض للأخوين كواشي، وذلك في وقت متزامن مع حصارهما داخل المطبعة.
الشرطة الفرنسية اقتحمت المكان حيث دوت أصوات عدة انفجارات قبل أن تقوم بقتل كوليبالي وسقط 4 قتلى من الرهائن أيضًا.
الصحفية سارة قالت إن الوضع هنا كان مختلفًا لأن كوليبالي كان “يبحث عن فتح اتصال مع الشرطة الفرنسية”.
أحمدي كوليبالي قال في اتصاله الهاتفي الذي تم في تمام الساعة الثالثة عصرًا مع أليكسيس ديلاهاوس وهو صحفي آخر بمحطة “BFM-TV” أنه جزء من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل واضح جدًا.
وسأله الصحفي عما إذا كان له علاقة بالأخوين اللذيْن هاجما صحيفة شارلي إبدو، فقال:
“نحن قمنا بالتنسيق لهذه العمليات”.
فسأله الصحفي عما إذا كان لا يزال على اتصال بهما أو قام بمهاتفتهما؟
“لا”
وبسؤاله عن كيفية التنسيق والتخطيط للعملية، وعما إذا ما كان يتبع جدولًا معينًا لعمليات أخرى محتملة؟
“لا، لقد قررنا فقط في البداية، فقاما هما بتنفيذ عملية الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو وكانت الشرطة هي مسئوليتي أنا”.
كوليبالي قال أيضًا إنه تلقى تعليمات من الخليفة وأنه قام بالتنسيق مع الأخوين كواشي لكنه لم يقم بالاتصال بهما منذ بداية العمليات.
هذا الأمر تسبب في حيرة المحللين الأمنيين، وذلك لأن كلًا من تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة هما متنافسان فكيف يتم التنسيق بين أفرادهما؟
كوليبالي ذكر دوافعه التي دفعته للإقدام على مثل هذه العمليات قائلاً إنها دفاع عن المسلمين المضطهدين خصوصًا في فلسطين.
وبسؤال كوليبالي عن سبب استهدافه لهذا المطعم اليهودي، قال لأنه يستهدف اليهود.
كوليبالي اعترف بقتله لشرطية فرنسية في جنوب مدينة باريس يوم الخميس، وهو اليوم السابق لتنفيذ عملية المطعم اليهودي.
يمكن مشاهدة الجزء الذي نشرته محطة “BFM-TV” من التسجيل الصوتي عبر هذا الرابط مترجمًا إلى الإنجليزية لكل من كواشي وكوليبالي.
“الجزء الخاص بكواشي يبدأ من الثانية 40، بينما الجزء الخاص بكوليبالي يبدأ من الدقيقة 3 و30 ثانية”
جدير بالذكر أن المحطة لم تقم بإذاعة التسجيل لأن الشرطة كانت لا تزال تحاصر شريف كواشي وأحمدي كوليبالي في ذلك الوقت. وبعد انتهاء عملية تحرير الرهائن قامت المحطة التليفزيونية بإذاعة المكالمة.
علاء الدين السيد
(ساسة بوست)