تواصلت الإدانات والاحتجاجات الدولية الرافضة لقيام السلطات السعودية أمس الجمعة 9 يناير 2015 بتنفيذ حكم الجلد الصادر بحق الناشط السعودي رائف بدوي، المحكوم عليه بألف جلدة بتهمة «الإساءة للإسلام» بساحة مسجد الجفالي بجدة، حيث تم جلد الناشط السعودي رائف بدوي 50 جلدة من أصل ألف جلدة سيتم تنفيذها على 20 دفعةً خلال فترة سجنه التي ستستمر 10 سنوات.
وبالرغم من أن القضية أثارت الرأي العام العالمي, ووصفها المتحدث باسم البيت الأبيض بأنها “وحشية” وإصدار منظمة العفو الدولية، الخميس 8 يناير، بيانا دعت فيه السلطات السعودية إلى إلغاء الحكم الصادر بحق بدوي والإفراج عنه فورا دون شرط أو قيد واعتبرته المنظمة «سجين رأي»، إلا أن السلطات السعودية أصرت على تنفيذ الدفعة الأولى من عقوبة الجلد بحق الناشط السعودي.
وكانت المحكمة الجزائية بجدة في المملكة العربية السعودية قد قضت في مايو 2014، بالسجن عشر سنوات والجلد 1000 جلدة للسعودي رائف بدوي مؤسس «الشبكة الليبرالية السعودية الحرة على الإنترنت» المخصصة لمناقشة دور الدين في المملكة، لاتهامه بـ«الإساءة للدين الإسلامي عبر موقعه الإلكتروني»، ودعواته عبر مدونته إلى “التحرر الديني”، على أن تنفذ الألف جلدة بمعدل 50 جلدة أسبوعياً لمدة 20 أسبوعاً، والسجن عشر سنوات، فضلاً عن تغريمه مليون ريال سعودي.
القلق الأول لبان كي مون في 2015 “سعودي”:
وفي بيان له أمس أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق إزاء تنفيذ الحكم بالجلد على الناشط السعودي رائف البدوي أمس الجمعة.
ويعتبر هذا القلق الأول في عام 2015 للأمين العام للأمم المتحدة، بعد أن أحصى نشطاء إعرابه عن قلقه 140 مرة خلال عام 2014.
وفي مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق: إن بان كي مون “يشارك المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسن في قلقه بشأن الحكم بالجلد علي الناشط السعودي”.
فيديو يتداوله نشطاء لتجمع المصلين أمام مسجد الجفالي بجدة أثناء جلد الناشط رائف بدوي
“العفو الدولية” تطالب بالعفو:
وفي بيان سابق أصدرته منظمة العفو الدولية، الخميس 8 يناير، دعت المنظمة السلطات السعودية إلى إلغاء الحكم الصادر بحق بدوي والإفراج عنه فورا دون شرط أو قيد واعتبرته المنظمة “سجين رأي”.
وقال فيليب لوثر – مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة -: إن “عقوبة الجلد وغيرها من صنوف العقوبات البدنية، محرمة بمقتضى القانون الدولي، والذي يحرم التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وفي سياق متصل، ذكر موقع «فرانس 24»، أن “واشنطن كانت قد دعت الرياض إلى إلغاء الحكم بالجلد على هذا الناشط، ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية العقوبة بـ«الوحشية»، مطالبة إعادة النظر في القضية”.
مراسلون بلا حدود تصف العقوبة بغير الإنسانية:
كما نددت منظمة “مراسلون بلا حدود” بما اعتبرته “عقوبة غير إنسانية ومخالفة للقانون الدولي” وأطلقت عريضة تدعو العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى العفو عن رائف بدوي.
نشطاء يتضامنون مع “رائف بدوي” في فيينا وهولاندا:
وفي السياق ذاته نظم نشطاء حقوقيون صباح اليوم السبت 10 يناير 2015 وقفة احتجاجية أمام مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان بالعاصمة النمساوية فيينا، للمطالبة بالإفراج عن المدون السعودي رائف بدوي – مؤسس المنتدى الإلكتروني الشبكة الليبرالية السعودية الحرة – رافعين لافتات مكتوب عليها “الحرية لرائف بدوي”.
كما نظم نشطاء آخرون وقفة أمام سفارة المملكة العربية السعودي بمدينة لاهاي الهولندية, للمطالبة بوقف جلد رائف بدوي.
وبدورهم أعلن المغردون رفضهم وغضبهم من تنفيذ الحكم تحت هاشتاقات “#ارفض_جلد_رائف_بدوي، #جلد_رائف_بدوي،#رائف_بدوي.
وبحسب النشطاء اقتيد رائف بدوي إلى الساحة في سيارة للشرطة وقرأ موظف أمام الجمع الحكم الصادر بحقه، ثم طلب منه أن يقف وظهره للناس وقام رجل بجلده، ولم يبك بدوي أو يصدر عنه أي صوت، كما تابع الجمع تنفيذ العقوبة في صمت. ونبهت الشرطة الحاضرين بأنه لا يسمح لهم بتاتا بالتصوير.
صمت سعودي تجاه الانتقادات:
في المقابل لا يزال الموقف السعودي حتى الآن صامتا تجاه كافة الانتقادات التي وجهت إليه من قبل الدول والمنظمات الحقوقية الدولية، بعد تنفيذ عقوبة الجلد ضد الناشط السعودي رائف بدوي.
كما أبدى العديد من النشطاء والمراقبين استغرابهم من صمت السلطات السعودية على وصف البيت الأبيض والعفو الدولية والأمم المتحدة لعقوبة “الجلد” بالوحشية، مطالبين الحكومة السعودية أن ترد على العالم بأنها بتلك العقوبة تنفذ ما اعتبرته يتوافق مع الشريعة الإسلامية من وجهة نظرها، أم أن العقوبة التي أصدرتها المحكمة السعودية تعود لأسباب سياسية لا علاقة له بالشرع في شيء، وذلك بحسب النشطاء والمراقبين.
وبحسب المراقبين، فإنه من المفارقات الغربية أن يأتي تنفيذ عقوبة الجلد على الناشط السعودي رائف بدوي بعد 48 ساعة فقط من تنديد الرياض بالهجوم على أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة.
شؤون خليجية