أثارت صور لرئيس النظام السوري بشار الأسد وهو يستمتع بسقوط الثلج في دمشق عاصفة من الهجوم والسخرية في آن معًا، حيث جرت مقارنة هذه الصور بصور الأطفال السوريين الذين يموتون من البرد في المخيمات في دول الجوار والمناطق المحاصرة في سوريا.
وبدا الأسد في إحدى الصور التي انتشرت الجمعة، مبتسمًا، بينما الثلج يتساقط عليه. وفي صورة أخرى ظهر الأسد وهو يدخل مكتبه بينما الثلج يبدو متراكمًا قريبًا من المدخل.
من جانبهم، أعاد نشطاء وإعلاميون سوريون بارزون نشر صور بشار الأسد، ولكن مصحوبة بصور الأطفال السوريين الذين يعانون بسبب البرد في مخيمات اللجوء، وخصوصًا في لبنان.
ومن بين تلك الصور صورة الطفل ماجد خير البدوي الذي بدا والده وهو يحمله بين يديه بعد وفاته نتيجة البرد في منطقة “شبعا” في لبنان. كما انتشرت تسجيلات فيديو لخمسة أطفال، بينهم اثنان من الرضع، وقد توفوا نتيجة البرد في مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة. وفي أحد التسجيلات التي وصفت بـ”الصادمة”، يظهر الرضيعان وقد وضعا في صندوق كرتوني وقد تم تكفينهما قبل دفنهما.
من جانب آخر، كتب الإعلامي السوري في قناة الجزيرة فيصل القاسم معلقًا على صور الأسد وهو يستمتع بسقوط الثلج، بعد أن وضع إلى جانبها صورة الطفل ماجد بين يدي والده: “بشار ينشر صورة لنفسه وهو يستمتع بمنظر الثلج أمام بيته في دمشق، ومئات الألوف من اللاجئين يواجهون كارثة البرد والصقيع والثلوج في مخيمات البؤس والعراء. في الصورة لاجئ سوري يحمل طفله الذي مات من شدة البرد والتجمد”.
وفي تعليق آخر كتب القاسم: “أيها الساقطون الذين تنشرون صورة بشار وهو يبتسم لهطول الثلج بدمشق.. هل شاهدتم منظر إخوتكم يموتون تحت الثلج بمخيمات البؤس؟”.
بينما كتب في تعليق على صورة الأسد وهو يدخل مكتبه وسط الثلوج: “بشار يدخل مكتبه مبتسمًا للثلج من حوله في دمشق، واللاجئون يدفنون أطفالهم الذين قتلهم البرد والثلوج. هذه هي سوريا الأسد”.
وتوفي حتى الآن ثلاثة أطفال على الأقل، إضافة إلى اثنين بالغين، نتيجة الجو البارد والثلوج في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، الذي يتأثر بالعاصفة الثلجية التي تتعرض لها المنطقة، وأطلق عليها في لبنان اسم “زينة”، بينما سميت في الأردن وفلسطين “هدى”. كما توفي خمسة أطفال في الغوطة الشرقية المحاصرة.
ويواجه اللاجئون في مخيم الزعتري في الأردن وفي المخيمات داخل سوريا ظروفًا مشابهة، وهو ما دفع منظمات إغاثية لإطلاق حملات عاجلة لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين.