عبر هاشتاغات عديدة على تويتر، استعار مغردون عبارات “كان أحد السلف”و”حدثني ثقة” لتحليل الخطاب الديني الذي يعتمده رجال دين وكشف “دجلهم”.
قل “#كان_أحد_السلف… (ضع الكذبة هنا)” ستجد ألف ساذج يصدقك!
يحاول مغردون سعوديون على تويتر، الذي يمثل برلمانهم الشعبي بامتياز، وقف استخفاف بعض رجال الدين بعقول الناس.
ووجد رجال الدين في عبارتي “السلف الصالح” و“حدثني ثقة” حصان طروادة الذي دخلوا من خلاله إلى وعي العباد مستخفين بعقولهم وفكرهم.
و“السلف الصالح” عبارة يرددها “علماء الدين ليل نهار حتى أن أحدهم علق “هل أن كل السلف صالح؟ وهل أن الخلف مقطوع الأمل فيه إلى هذا الحد؟”.
ولا يخجل رجال الدين من الاستشهاد على أمور اليوم بأحداث وأقوال وقعت أو قيلت في أزمان غابرة والتأسيس عليها، مترحمين ومتحسرين على أصحابها وأيامها.
وينتقد مغردون الظاهرة التي تغلغلت في النفوس حتى صارت من مفردات الحياة العادية بل وباتت مرجعا ودليلا غير قابل للنقاش أو الطعن.
ويقول مغرد “قد تستمع ساعتين إلى محاضرة دينية لا يذكر فيها أكثر من آيتين والباقي حدثني ثقة، ذكر أحد السلف، دراسة بريطانية”.
وعبر هاشتاغات عديدة على تويتر، استعار مغردون عبارات “كان أحد السلف” و“حدثني ثقة” لتحليل الخطاب الديني الذي يعتمده هؤلاء وكشف “دجلهم”.
وعلى غرار خطاب العلماء كتب أحدهم “#كان_أحد_السلف بداخله جني يسرق ثروات الناس وأراضيهم، ومع ذلك يقوم هذا السلفي المخلص بمناصحة الجني ليعود عن فعلته ولكن لا فائدة، الفلوس في الحساب”، في إشارة إلى الفضيحة التي عصفت بالسعودية العام الماضي والتي أدين فيها قاض بتهمة الاستيلاء على 600 مليون ريال (160 مليون دولار)، مدعيا خضوعه لرغبات “جني” يسيطر عليها.
وكتب آخر “كان أحد السلف يرى الملائكة تقاتل في الشام فانهزم من تقاتل معهم الملائكة وانسحب الملائكة تكتيكيا”، في إشارة إلى تأكيد رجل الدين السعودي محمد العريفي أنه رأى الملائكة تقاتل مع “المجاهدين” في الشام.
مغردون: عبارتا “السلف الصالح” و”حــدثني ثقــة” استخدمهما رجال الدين للاستخفاف بعقول الناس وفكرهم
وقال آخر #كان_أحد_السلف يسرق الكتاب من مؤلفته التي تعبت من أجل تأليفه من باب نشر الدعوة صدق الله فسخر له من يدافع عنه ببسالة وشدة، في إشارة إلى اتهام رجل الدين عائض القرني بسرقة كتاب الكاتبة السعودية سلوى العضيدان.
وكان رجل الدين محمد فوزان كتب “كان أحد السلف الصالح إذا رأى امرأة في المنام غض بصره ومنع نفسه”، وهو ما أثار سخرية واسعة على تويتر.
ويقول مغردون “#كان_أحد_السلف يملك رخصة عمومية في قيادة القطيع”.
ويضيفون “بسبب السلف الصالح صدرت فتاوى بالجملة وأحاديث ملفقة، دعايات، وحظي رجال الدين بمقابلات مع أجمل المذيعات، وسيارات فارهة وأرقام فلكية في البنوك” وبسبب السلف الصالح أيضا “جاز لهم ما لم يجز لغيرهم”.
وقال مغردون إن “الكاهن الشيعي إذا أراد أن يكذب قال: روي عن كذا، أما الكاهن السني إذا أراد الكذب قال: #كان_أحد_السلف”. وسخر مغرد “إذا سمعتم أحدا يقول كان أحد السلف اعرفوا أنه نصاب”. وقال آخر “#كان_أحد_السلف، سئل حكيم، حدثني ثقة، أثبتت دراسة.. أربعة أبواب رئيسية للكذب.
وضج تويتر بسخرية واسعة عقب تغريدة الداعية السعودي محمد الشنار التي جاء فيها “حدثني أحد الأطباء المتخصصين قال لي لو تعلمون ماذا يحصل جراء التساهل في الاختلاط لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا”. وقال مغرد “أحد الأطباء المتخصصين = حدثني ثقة الشنار غير الأسلوب الغبي لأنه أحس أن الزمن تجاوزه! هايط حتى أراك”.
ويقول مغردون إن “تأسيس الفكر الديني على قصص أحد السلف وأحد الثقاة التي هي أصلا من بنات أفكار الشيوخ مشكلة كبيرة”.
ويتساءل مغردون “هل يخلو الحاضر من علماء ومفكرين ورجالات رأي يمكن الوثوق بمرجعيتهم والاستنارة برأيهم وفكرهم وعلمهم؟”.
ويقول بعضهم إن “الاستجداء بالسلف الصالح دليل على الإفلاس الفكري المقنع ومحاولة للسيطرة على الناس عبر التدثر بعباءة الذكريات والأحداث الغابرة”، مؤكدين “نحن في حاجة إلى مرجعيات دينية وفكرية وثقافية وعلمية تعيش أحداث الحاضر وحقائقه وتستشرف المستقبل”. ويطالب مغردون باستخدام العقل الذي “يميز البشر عن الحيوانات، العقل الذي من خلاله نفكر ونتساءل ونتناقش ونتجادل”.
وفي هذا السياق تشرح مغردة “لو اعترضت وناقشت عدم منطقية كلام بعض الشيوخ لحسب لي ألف حساب قبل أن يخبرني بأي موضوع لأنه يعرف جيدا بأنني لن أصدق أي كلام قبل فحصه وتمريره على عقلي”. وتساءل آخر “هل سمع أحدكم يوما من اتصل برجل دين وسأله من هذا السلف الصالح؟”.
وشرح مغرد “السلف الصالح القشة التي أنقذت الشيوخ، يحاججون به وقت الأزمات ويستخدمونه لمصلحتهم الخاصة وفي تناقضاتهم”.
وقال ناشط “نرى كيف يجلس الشيوخ على كراس وأمامهم طاولات أما الحاضرون الذين يستمعون لهم فيجلسون على الأرض، حتى يشعر هؤلاء بالعلو والفوقية، ورغم ذلك لا يحتج الحاضرون ولو فعلها معهم ملك أو رئيس آخر لاتهموه بالتكبر وإهانة شعبه..وتسألون بعدها عن سر تمادي رجال الدين في خداع الناس وزيادة ثرواتهم ورفاهيتهم”.