وطن (خاص) تستغرق معاهد الفكر في واشنطن سنوات وهي تبحث عن اسباب تنامي الإرهاب في العالم العربي. وتستطيع تلك المعاهد واصحاب القرار أن يرصدوا كل الأشياء لكنهم يبتعدون عن الجوهر الحقيقي لتنامي الإرهاب.
الظلم الذي وقع على الفلسطينيين عبر عقود من الزمان لا يقع ضمن الإعتبارات ولا تراه واشنطن سببا لتنامي الفكر المتطرف في العالم العربي وكيف تفعل هذا عندما يتعلق الأمر بطفلتها المدللة إسرائيل.
الولايات المتحدة نفسها تعترف أن الأراضي الفلسطينية محتلة وأن المستوطنات غير شرعية وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رجل متطرف لا تستطيع الاتفاق معه. ومع ذلك فالفلسطينيون يخطئون حين يطالبون بانهاء الاحتلال أو اللجوء إلى محكمة الجنبايات الدولية لكي تحكم من هو مصدر الإرهاب الأول في العالم.
وبالوقاحة المعهودة اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي الاربعاء ان الفلسطينيين غير مؤهلين للانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية بقولها ان “الولايات المتحدة لا تعتقد ان دولة فلسطين تعتبر دولة ذات سيادة، ولا تعترف بها بوصفها ذلك، ولا تعتقد انها مؤهلة للانضمام الى معاهدة روما” التي تاسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية.
فلسطين بنظر واشنطن ليست دولة ولكن هناك شعب لها يتعرض لكل أشكال الإرهاب لكنه ما زال في الحضانة (يلبس الحفاظات) وغير مؤهل لمحاكمة من يسفكون دمه بدون ثمن.
وقالت الخارجية ان الادارة الاميركية ستلتزم بالقانون الخاص بتمويل الفلسطينيين وسط خطوات جديدة في الكونغرس لتجميد مساعدات سنوية تبلغ نحو 440 مليون دولار في حال سعت السلطة الفلسطينية الى الانضمام الى المحكمة.
ويرى العديد من المحللين أن خنق الفلسطينيين وعدم مساعدتهم سيؤدي إلى انفجار الوضع بأكمله في وجه إسرائيل وهو الأمر الذي قد يصعد من وتيرة الإرهاب بالمنطقة.
الأدهى من هذا كله أن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية ولا يزال من غير الواضح ما هي السلطات التي تملكها لمنع انضمام الفلسطينيين الى المحكمة بعد ان قبل الامين العام للامم المتحدة طلبهم.