كشفت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت أمدوا نظام ما بعد الانقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر بنحو 32 مليار دولار من المساعدات غير المشروطة.
وقالت المجلة الأمريكية: إن الانقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في يوليو 2013م بمصر فتح الطريق أمام قائمة قاتمة من الإجراءات الأمنية الصارمة.
وأشارت إلى أن الأشهر الـ18 الماضية شهدت مصر فيها قمعا أكثر وحشية مقارنة بأكثر الفترات سوءا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتحدثت عن أن البلاد شهدت بتوجيه مباشر من عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2013م مقتل أكثر من 1400 من المتظاهرين الداعمين للديمقراطية بعدما فتحت قوات الأمن النيران على المتظاهرين بشكل عشوائي دون تمييز.
وأضافت أن البلاد شهدت خلال تلك الفترة كذلك محاكمات سريعة لم ستغرق بعضها 8 دقائق حكم خلالها على 1300 شخص بالإعدام أو السجن المؤبد في اتهامات مشكوك في صحتها تتهمهم بعلاقتهم بالإرهاب.
وتحدثت عن أن الأشهر الماضية منذ الانقلاب شهدت كذلك سجن الآلاف بينهم صحفيين محليين ونشطاء علمانيين ومؤيدين للإخوان المسلمين لفترات غير محددة لمشاركتهم في مظاهرات ضد الحكومة.
وأشارت المجلة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فضلت علاقتها الإستراتيجية مع مصر على التركيز على ملف حقوق الإنسان فيها وهو ما ظهر عندما وافق الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون يسمح باستمرار المساعدات إذا كانت هناك مصالح تتعلق بالأمن القومي الأمريكي وذلك على حساب ملف حقوق الإنسان.
وأضافت أن موقف إدارة أوباما عززه صعود “داعش” وكذلك صعود الجمهوريين وسيطرتهم على الكونجرس والشيوخ فضلا عن المساعدات الخليجية التي تصل إلى مصر والتي أضعفت النفوذ الأمريكي.
وتحدثت عن أن نهج الولايات المتحدة المتضارب بعد الانقلاب دفع نظام عبد الفتاح السيسي للتقرب بشكل أكبر من السعودية والإمارات والكويت الذين أمدوه بنحو 32 مليار دون دون شرط نظرا لاتفاقهم على عدو واحد ممثلا في الإخوان المسلمين بينما تمد أمريكا مصر بمساعدات سنوية تبلغ 1.5 مليار دولار فقط.