وصف مراقبون ومحللون سياسيون تصريحات وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك بأن “تنظيم جماعة الإخوان يؤرق ويشكل قلقا في مصر ودول الخليج” بالمثيرة، معتبرين أن تصريحات الوزير الكويتي تكشف هشاشة وضعف الأنظمة الحاكمة في مصر والخليج، وتؤكد أن فوبيا الإخوان وصلت إلى أقصى مدى لها عند حكام الخليج.
وأبدى مراقبون وفق موقع “شؤون خليجية” استغرابهم من استمرار مخاوف الأنظمة في الخليج ومصر من جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد الاعتقالات وأحكام القتل والإعدامات التي تتعرض لها الجماعة حاليا، فضلا عن تصنيفها كتنظيم إرهابي في كل من مصر والسعودية والإمارات، والتضييق عليهم بشتى السبل والوسائل في الكويت وحل البرلمان الذي حصل الإسلاميون ومن بينهم الإخوان على أغلبية فيه في انتخابات الكويت 2012.
ويفسر العديد من النشطاء والسياسيين استمرار مخاوف الأنظمة العربية من جماعة الإخوان المسلمين برغم كل الضربات المتلاحقة لهم، بأنه دليل على قوة جماعة الإخوان وصلابتها واستحالة كسر شوكتها في العالم العربي، أو ضعف وهشاشه الأنظمة العربية وقرب سقوطها في القريب العاجل بحسب المراقبين.
وكان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبد الله المبارك، قد أكد في تصريحات صحفية أن ملف جماعة الإخوان المسلمين كان حاضرا في لقاء قيادتي مصر والكويت خلال زيارة قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي للكويت خلال اليومين الماضيين.
وقال: “الملف الأمني كان هاجساً مشتركاً كبيراً، ولا شك في أن تنظيم الإخوان هو أحد التنظيمات التي تقلق وتؤرق أشقاءنا بمصر وكذلك دول مجلس التعاون”.
وتابع في تصريحاته أن “هذا الملف تم التطرق إليه، وتم وضع اللمسات المناسبة للتعامل معه”، دون مزيد من التفاصيل بشأن تلك اللمسات.
وبشأن المصالحة القطرية – المصرية، قال الصباح: إنه “تم التطرق لها بإسهاب من الجانبين”، مستذكرا مبادرة ملك السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت في “توفير مناخ إيجابي لهذه المصالحة التي تمت بوادرها في الأيام العشرة الأخيرة”.
وكان قائد الانقلاب العسكري قد أنهى زيارة إلى الكويت، استمرت يومين، أمس الثلاثاء والتي أجرى خلالها مباحثات مع أمير الكويت صباح الأحمد، حول الأوضاع بالمنطقة.
ومنذ انقلاب الجيش المصري على الرئيس الشرعي للبلاد الدكتور محمد مرسي والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في الثالث من يوليو 2013، ويقف ثلاثي الخليج “الإمارات والسعودية والكويت” مع معسكر الانقلاب، ويقدم له يد العون ماديًا وسياسيًا وأيديولوجيًا، من منحٍ ومساعدات مالية، إضافة إلى تسخير الدعم السياسي عبر المحافل الدولية.
وبينما تزعم دول الخليج ومن ضمنها الكويت أن دعمها لمصر هدفه ضمان استقرار مصر في شرق أوسط مستقر، يرى خبراء ومحللون سياسيون أن دول الخليج تدعم الانقلاب الدموي على الشرعية المنتخبة في مصر؛ من أجل حماية عروش نظمها السياسية وخوفهم البالغ من تمدد نجاحات التيار الإسلامي المتصاعدة في السيطرة على مقاليد الأمور في البلدان العربية لولا تدخل أموال الخليج في وقف هذا التمدد.
وتلقت مصر منحا من دول الخليج خلال الفترة منذ الانقلاب العسكري وحتى اليوم ما يزيد عن 20 مليار دولار وسط تضارب في الأرقام الرسمية المعلنة من قبل سلطات الانقلاب العسكري في مصر.