كشف موقع “ديبكا” الإسرائيلي عن كواليس اتهام أحد القياديين بحزب الله بالتجسس لصالح إسرائيل، وأكَّد أنَّ محمد شوربا، نائب قائد الوحدة رقم 910 وهي وحدة العمليات الخارجية سقط في حبائل امرأة فاتنة خلال عمله في أوروبا، ليتزوجها بعد ذلك دون علم حزب الله ويفصح لها عن كل أسرار التنظيم، قبل أن تختفي، ويتبيَّن له أنها كانت عميلة مزدوجة.
القصة كما يرويها الموقع القريب من الاستخبارات الإسرائيلية بدأت عندما كان شوربا 42 عامًا يدير “شركات واجهة” تابعة لحزب الله في إيطاليا وإسبانيا، كان يجري من خلالها شراء السلاح وعمليات تهريب وتبييض أموال، وشراء أجهزة تكنولوجية وإلكترونية لإيران التي تعاني عقوبات قاسية يفرضها عليها الغرب منذ سنوات.
جزء من أعمال ولقاءات شوربا كان يتم داخل المطاعم والأندية الليلية الفاخرة، وسرعان ما عشق الرجل حياة الليل والصخب في عواصم أوروبا، وكان يستعين في تسيير أعماله بعدد من الجميلات اللاتي ظهرن بصحبته في عدد من الأماكن، إضافة إلى عملهن بالشركات.
بحسب “ديبكا” جرت كل هذه الأحداث على مدار 9 سنوات من منتصف عام 2000 واستمرت حتى إلقاء حزب الله القبض على شوربا في ديسمبر 2014.
في أواخر 2005 وقع القيادي بالتنظيم اللبناني الشيعي في غرام إحدى الفتيات التي شاركت في نشاطاته التجارية، لتصبح بعد ذلك صديقته المقربة والدائمة، وتقيم معه في فيلته الخاصة وترافقه في كل سفرياته.
بحلول عام 2007 كان رجل حزب الله قد قرر الزواج من صديقته الفاتنة، وخلال تلك الفترة كانت تعلم كل شيء عن حقيقة عمله، بل وأسرار الحزب الداخلية، وعملياته وقياداته المختلفة.
الشيء الوحيد الذي احتفظ به شوربا سرًا هو حقيقة زواجه. فلم لم يعلم أحد من قيادات الحزب أو أي من مسؤوليه المباشرين بأنه تزوج من تلك الفاتنة.
بعد سلسلة عمليات استهدفت قادة ومصالح تابعة للتنظيم، وُضِع شوربا في دائرة الشكوك، وتم استدعائه للتحقيق في بيروت، وبعد أن افتضح سره، تم على الفور توجيه عناصر أمنية تابعة لحزب الله في أوروبا، للعثور على الزوجة والإتيان بها إلى بيروت، في محاولة لمعرفة جهاز الاستخبارات الذي تعمل لصالحه.
لكن ورغم المطاردة الواسعة، التي انضم لها عملاء إيرانيون، اختفت المرأة دون أن تترك خلفها أي أثر. حيث سارع الجهاز الذي عملت لصالحه ونقلت إليه أسرار حزب الله إلى إبعادها فورا عن الساحة.
واعتبر” ديبكا” أنَّ هذا هو السبب في امتناع الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله عن ذكر إسرائيل والموساد لدى اعترافه الاثنين 5 يناير 2015 بأن التنظيم مخترق أمنيا على أعلى مستويات، وتأكيده أنه يكافح التجسس في صفوفه بعد كشف “بعض الاختراقات الكبيرة”.
المصادر الاستخبارية التابعة للموقع قالت إنَّ هذا الوضع أوجد حالة نادرة في عالم الاستخبارات. حيث استطاع حزب الله تحديد الشخص الذي خانه، لكن محمد شوربا وكذلك المحققين معه لم يتمكنوا من معرفة الجهة التي تعمل الزوجة لصالحها والتي لم تكن سوى عميلة مزدوجة، أو مصير المعلومات التي نقلتها الفاتنة المجهولة.
بيد أن الطريقة التي حصل بها الموقع الإسرائيلي على تلك المعلومات الحساسة، بكامل تفاصيلها، ربما تكون دليلا على أن العميلة التي تزوجت القيادي بحزب الله كانت تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، وإلا فكيف حصل الموقع المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية على تلك المعلومات؟.
وسائل إعلام عربية نقلت عن مقربين من الحزب أن شوربا- المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل- أحبط أكثر من محاولة للوحدة رقم 910 لتنفيذ عمليات انتقامًا لمقتل عماد مغنية القيادي بالحزب الذي اغتيل بدمشق في فبراير2007.
كذلك يتهم شوربا الذي أشيع أنه كان مسؤولا عن أمن الأمين العام للحزب حسن نصر الله، بلعب دور في اغتيال القيادي بالحزب حسن اللقيس عام 2013.