كشف مركز بغداد لحقوق الإنسان عن وفاة الشيخ صبري صالح المرعاوي، الذي يُعتبر أحد الرموز الدينية السنية في العراق، وذلك في إحدى سجون العاصمة بغداد الحكومية، عازية سبب الوفاة للتعذيب الشديد الذي تعرض له أثناء التحقيقات على مدى أشهر عديدة.
وقال المركز في تصريح صحفي إن “الشيخ صالح المرعاوي إمام وخطيب جامع الجبار بحي الخضراء في بغداد والمعتقل في سجن العدالة بمنطقة الكاظمية شمالي العاصمة توفي جراء تعرضه للتعذيب في السجن، على أيدي المحققين الذين حالوا انتزاع اعترافات منه تحت التعذيب”.
وأكد المركز أن “الشيخ المرعاوي تعرض طيلة السنوات التي أمضاها في سجن العدالة لتعذيب شديد أدى إلى انتكاسة وضعه الصحي، وتوقف عمل الكلى لديه وإصابته بالسكري الحاد، ما أدى إلى وفاته”.
عائلة المرعاوي اكدت أن “الشيخ المرعاوي كان يعمل أستاذاً في كلية الشريعة الجامعة العراقية، واعتقل قبل ثلاث سنوات خلال مداهمة منزله الواقع في حي الخضراء ببغداد من قبل قوات سوات التابعة لمكتب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، دون حتى أمر قضائي أو بيان أسباب الاعتقال”.
وتعرضت المناطق السنية غرب وشمال وشرق العراق إلى آلاف حملات الاعتقالات التي نفذتها القوات الأمريكية والعراقية على حد سواء، اعتمدت غالبيتها على ما يُسمى بالمخبر السري.
وأصدرت حكومة المالكي قراراً بتشريع قانون المادة، (الرابعة/ أ) إرهاب، والتي يطلق عليها البعض المادة أربعة سنة، لأنها اقتصت من السنة، والتي تجيز اعتقال اي شخص دون أمر قضائي وبالاعتماد على دعاوى كيدية.
وأصدرت منظمات حقوقية محلية ودولية العشرات من البيانات والتقارير من ضمنها هيومن رايتس ووتش التي كشفت فيها عن عمليات تعذيب تجري في السجون الحكومية سابقاً، تجري على أساس طائفي وعرقي.
وكانت هيئة علماء المسلمين العراقية قد حملت في وقت سابق الحكومة الحالية المسؤولية المباشرة عن الأعداد الضخمة من المعتقلين من السنة الذين تم اعتقالهم في “حملات ظالمة حولت العراق وبشهادة العالم أجمع إلى سجن كبير ترتكب فيه أبشع الجرائم باسم الحرية والديمقراطية”.