قال رئيس النظام السوري بشار الأسد في لقاء جمعه بقيادات حزب البعث في طرطوس، إن دولا غربية بدأت بـ”التواصل معنا واللقاءات لا تنقطع، وهي تتم بإشراف من أعلى المستويات، رؤساء ورؤساء وزارات ومدراء مخابرات”.
وقال الأسد في اللقاء الذي أجري في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، إن الغربيين “منقسمون حول ما يجري في سوريا، والتيارات التي تريد الانفتاح علينا هي التي تتواصل معنا بمعرفة المستويات السياسية الأعلى”، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.
ولفت الأسد إلى أن الجانب الأمريكي بدأ بالتحول ببطء عن مطلب رحيله، بعد تصريحات أوباما بأن المعارضة السورية “معارضة وهمية”، وتوصله إلى قناعة بأن هناك “فراغا لا يمكن أن يملأه أحد سوى الجيش العربي السوري”، وفقا لما نقلته الصحيفة.
وفي حديثه عن الدولة الإسلامية قال الأسد: “وصلنا إلى مرحلة مفصلية، لا خيار وسطا فيها، فإما المضي باتجاه الهاوية بالنسبة للمنطقة كلها، وسيدفع الغرب ثمنها، وإما المضيّ باتجاه الحل”.
وأضاف: “جبهة الأعداء؛ مفككة فالأمريكي اليوم هو ضد التركي، وأنقرة تريد منطقة عازلة، وواشنطن ترفض ذلك”. وجرّت تركيا أردوغان الغرب إلى الثقة بالإخوان المسلمين، ثم تبين أنه لا فرق بين الإخوان والقاعدة، واحتدم التناقض التركي- الكردي والكردي- الكردي، فـ”البي كي كي” ضد مسعود البارزاني. يعني أن هناك تناقضا بين أكراد سوريا وأكراد العراق، وبين الأكراد والعرب، وداعش متناقضة مع الجميع” على حد قوله.
وعلى صعيد الموقف الروسي من سوريا، قال الأسد إن “الروس معنا بشكل ثابت، لا يتغيّر، والموقف الروسي صلب، ويتجسد بالدعم السياسي في مجلس الأمن، وعلى الساحة الدولية، وبالدعم العسكري لقواتنا المسلحة، لكنه لا يصل إلى مستوى أن يتدخل الروس عسكريا. ففي النهاية، نحن مَن يجب أن ندافع عن أنفسنا”.
وبشأن العلاقة مع إيران أوضح أنها “معنا في التوجه الاستراتيجي العام؛ لكن يجب أن نفهم، أيضا، أن سبب نجاح إيران على المستوى الدولي هو في الطريقة البراغماتية التي يمارسونها. عمليا هم صامدون في الملف السوري، ويجب أن نعلم أن العلاقة بين سوريا وإيران هي علاقة استراتيجية”.
وكشف الأسد عن تطور العلاقات مع أجهزة الأمن المصرية، خاصة مع قدوم عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وقال إن “الدور المصري إيجابي وتحاول مصر لعب دور الوساطة في سوريا لكن ذلك يلزمه علاقة جيدة بالطرفين”.
وأضاف أن “مجيء السيسي والضربات التي وجهها للإخوان المسلمين جعلت التقارب كبيرا”.
وأمام قيادات البعث قال الأسد: “نحن لم ننجح في الماضي. نفّرنا الناس. نفّرنا البعثيين قبل غيرهم. أنا شخصيا، لم أكن أحضر الاجتماعات الحزبية في الجامعة، لأنها كانت غير مقنعة وغير منتجة”.
وأضاف: “نظروا إلينا كحزب سلطة، والحزبي انتهازي يريد الحصول على وظيفة وسيارة، الخ.. يجب أن ننتهي من الانتهازيين. الأزمة ساعدتنا في هذه المهمة. ما سموه انشقاقات كانت عملية تنظيف جيدة جدا! إذا طهرنا الحزب من الانتهازيين، حتى لو أصبح لدينا، بدلاً من ثلاثة ملايين عضو، 100 ألف عضو، فإن الحزب سيقوى. نريد رفاقا عقائديين مقتنعين”، على حد قوله.
وأشار إلى أن هناك “تيارات سياسية صاعدة؛ منها تيارات موالية للدولة، لا بد أن نتواصل معها”.