ترى محررة الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت” الإسرائيلية، سمدار بيري أن هناك نظاما عربيا جديدا يتبلور من الدول المعتدلة، والتي ستضم حاليا قطر، في مواجهة منظمات “الإرهاب” ومظاهر “التطرف” على أشكالها.
وتقول بيري في مقالها، الجمعة، إن السعودية والأردن تلعبان دورا هاما في تقريب قطر من مصر، وقبول أمريكا لمصر السيسي.
ومستدلة بزيارة مبعوثي دولة قطر إلى مصر في الأيام الأخيرة، حمد بن عبدالعال، رئيس المكتب والمستشار الكبير لحاكم قطر الشيخ تميم، ورئيس المخابرات القطري، والذي قالت إن زيارته كانت سرية، أكدت بيري أن القطريين يدخلون أخيرا في المصالحة وتطبيع العلاقات مع مصر، بعد أزمة عميقة في ضوء دعم قطر للرئيس محمد مرسي و “الاخوان المسلمين”.
لكن الصحفية الإسرائيلية تستدرك وتقول، إن الاتصالات في هذه الاثناء تتقدم ببطء، “حيث لا تزال بضع عقبات تفصل بين الطرفين. فقد رفضت قطر بشدة طلب تسليم قادة الاخوان لمصر، أما السيسي، بشكه العميق في القطريين، فلا يسارع الى تحرير صحفيي “الجزيرة” الثلاثة الذين اعتقلوا بالضبط قبل سنة في استديو بث سري في فندق ماريوت على النيل”.
وتضيف: “في هذه الأثناء جمدت الخطط الكبرى لمستشاري الملك في الرياض، ولا يوجد موعد جديد للقمة الثلاثية التي تقررت للاسبوع القادم تحت مظلة سعودية”.
السيسي يقترب من أمريكا
وترى بيري أنه “ملح أكثر بكثير للسيسي إعادة بناء العلاقات مع الرئيس أوباما ومع الإدارة في واشنطن”. مشيرة إلى أن الامريكيين أيضا بدأوا يستيقظون من وهم طهران.
وتقول بيري: “الإدارة الامريكية توصلت من جديد إلى الاستنتاج بأن مصر هامة لها، وأن استقرار الحكم في القاهرة هو موضوع يجب الحفاظ عليه، حتى لو لم يستطيبوا الطريقة غير الديمقراطية التي عزل بها الرئيس السابق مرسي”.
وتضيف “نحن نشخص مؤشرات تدل على أن واشنطن قررت العودة إلى النظام القديم في العالم العربي. ويركب الخبراء مرة أخرى قائمة دول المحور المعتدل: مصر في المكان الأول، السعودية، الأردن والمغرب.
وتؤكد أنه من الطرف الآخر أيضا، كما يتبين، يجري خلف الكواليس جهد سياسي مكثف لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر. وقد هرع الملك عبدالله لمساعدة السيسي، وهو يجري حملات مكوكية بين القاهرة والبيت الأبيض، “ولاسرائيل أيضا كان دور لا بأس به في رفع الوعي بشأن مركزية مصر”، كما يكشف المصدر الأمني الكبير.