الأضواء التى كانت تضاء على استحياء عادت بقوة على امتداد الشارع الممتد من الجيزة وحتى الأهرامات، سوق “البودى جاردات” عاد فجأة للانتعاش وبدأوا بالانتشار حول الملاهى الليلية، بوسترات الراقصات والمغنين تعلق من جديد.. هنا شارع الهرم فى ليلة رأس السنة، حيث ليالى الأنس فى أشهر “الكباريهات والملاهى الليلية فى مصر”.
موقع “اليوم السابع” خاض رحلة كأحد الباحثين عن طاولة فى ليلة رأس السنة، ورصدت خلال الرحلة أسعار مجموعة من الملاهى الليلية بداية من الملاهى الفاخرة التى يأتى على رأسها “كازينو الليل”، وحتى الملاهى الأقل التى تنزوى أسفل عمارات بسيطة على امتداد الشارع القديم، كما رصدت مجموعة من أهم نجوم هذه الحفلات.
فى كازينو الليل يستقبلك أحد المديرين والذى يعرف بـ”المتر” ببذلة وكرافتة مهندمين، يستعرض لك الصالة والبرنامج الذى يتضمن مجموعة من النجوم مثل شعبان عبد الرحيم، وعصام كاريكا، وسلمى أحمد، وعدد من الراقصات المشهورات، أما سعر الفرد فالحد الأدنى له هو ألف جنيه، وهو بالطبع يزيد مع النقطة ومع المشروبات.
بمسافة ليست بعيدة عن كازينو الليل يستقر فندق حور محب، وبداخله واحد من أشهر وأقدم الملاهى الليلية، وتختلف الأسعار كلما اقتربت من مسرح العرض، والذى يتضمن نجوما مثل محمود الليثى وراقصات مثل روبى ومنة وغزل، وتنقسم الطاولات إلى صفين، القريب من العرض بـ”800″ جنيه للفرد، على أن لا يقل عدد الطاولة عن 6 أفراد، وفى الجزء الخلفى من القاعة بـ”600″ جنيه للفرد، ويقدم لكل فرد وجبة عشاء فقط، بينما تضاف أى طلبات أخرى مثل المشروبات على سبيل المثال كمصاريف إضافية.
فى الفئة الأقل تتناثر العديد من “الكباريهات” على امتداد الشارع، ومنهم مثلا “الزعيم” الذى يستوقفك البودى جاردات على بابه ويعرضون لك فى البداية برنامجهم الذى يتضمن كما يقولون “فرقة كل نص ساعة” وينقسم إلى نصفين الأول يبدأ من 6 عصرا وحتى 11 مساءً، والحد الأدنى للدخول هو 100 جنيه، أما الفقرة الثانية والرئيسية تبدأ من 11 مساءً وتمتد حتى الصباح، والحد الأدنى للدخول هو 150 جنيهًا، ولا يسمح بالدخول سوى للزبائن فقط.
ولا يختلف كثيرا “نيرفانا” الذى يخبرك “المتر” من على الباب أن تذكرة الدخول فقط 100 جنيه، إضافة إلى المشاريب أو الطعام الذى ستطلبه بالداخل بالطبع، وهو مثل “الزعيم” يعلق لافتة “مطعم” ولكن بالداخل تقدم العديد من فقرات الرقص والغناء والمشروبات مثلما يؤكد أيضا “المتر” على الباب.
وعلى امتداد الشارع يوجد عدد من “كباريهات بير السلم”، التى تنزوى متخفية فى هيئة “كافيهات” بسيطة، ويقف شباب على بابها يدعون المارة لقضاء سهرة ممتعة بمبالغ لن تزيد عن عشرين جنيهًا، ولكن ما أن يتورط الشاب أو المار فى الدخول حتى يجد نفسه متورطا فى مبالغ تتراوح بين 150 و200 جنيه ما بين طلبات يلح بها الجرسون أو الجرسونة، أو من الفتيات التى يتفنن فى الحصول على نقطة وفقا لما أكده العديد من الشباب الذين مروا بالتجربة وكانوا مستقرين إلى جوار هذه الكباريهات.
الملاحظة أيضا أنه حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الذى ستكون ليلته هى ليلة رأس السنة كانت لا تزال هناك أماكن متوفرة وطاولات فارغة فى كل الملاهى الليلية سواء المشهور منها أو حتى الرخيص، وهو ما يشير إلى أن السوق لم يعد مثلما كان، وأن اختفاء السياحة مازال يلقى بظلاله على هذه الأماكن بشدة.
إلى جوار هذا الفراغ هناك بالفعل العديد من الكباريهات التى أغلقت أبوابها بشكل كامل، ولم تتمكن من الاستمرار فى السوق، فعلى طول شارع الهرم لم يتبق سوى نوعين من الملاهى الليلية الأول هو النوع الفاخر جدا والذى له زبونه الخاص، والذى تمكن من الاستمرار فى أسوأ الظروف، والنوع الآخر هو النوع الشعبى الرخيص الذى يعتمد من الأصل على الزبون المصرى، أما الباقى من المعتمدين على السياحة العربية أو العالمية لم يتمكنوا من الاستمرار حتى الآن وأغلق معظمهم أبوابه بالفعل.