تكاد شاشات المحطات الإخبارية الأميركية تخلو من نموذج المسلمة المحجبة العصرية. فلا نرى صحافية ولا مذيعة أخبار أو حتى مراسلة بغطاء الرأس الذي بات يرتبط في كثير من الأحيان بشيء من السلبية لدى الأميركيين.
نور تاغوري، الصحافية العشرينية، تريد أن تغير الصورة العالقة في أذهان بعضٍ عن المرأة المسلمة، وأن تبرهن لهم أنها ليست مهمشة أو مسلوبة الإرادة كما يعتقدون. هذه الفتاة الأميركية الليبية الأصل كانت قد أطلقت حملة قبل عامين بعنوان “let nour shine”، وهي حملة أطلقتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف جمع أكبر دعم ممكن لتحقيق حلمها بأن تصبح مقدمة أخبار في التلفزيون الأميركي. نور، التي نشرت خلال الحملة صورة لها بحجابها خلف المايكروفون في أحد استوديوهات محطة “اي بي سي” الأميركية، لم تكن تعلم أن هذه الصورة ستنتشر بسرعة خيالية لتجعلها نجمة من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي. إذ حصدت هذه الصورة حتى اليوم نحو 25 ألف إعجاب، وما يفوق الـ1600 مشاركة. وأصبحت الصحافية الطموحة شخصية معروفة، إذ فاق عدد معجبيها على فيسبوك 90 ألف شخص.
وخلال فيديو حديث لها على “يوتيوب”، توضح التاغوري أنها تطمح في أن يصبح لديها برنامج حواري على التلفزيون الأميركي يوماً ما. وتشير إلى أن مثلها الأعلى هو أوبرا وينفري، التي كانت مصدر إلهامها في صغرها.
وتقول نور إنها ارتدت الحجاب منذ أن كان عمرها 15 عشر عاماً، مدركة بذلك أنها ستكون مختلفة عمن حولها، ولكنها كانت مصممة على أن تدرس الصحافة وتخوض المجال الإعلامي الذي قد يكون من الصعب إيجاد عمل فيه كونها محجبة.
وتعلق الصحافية الشابة على صورتها في استوديو”اي بي سي” قائلة: “هذه الصورة هي حلمي. أن أصبح أول مقدمة أخبار مسلمة محجبة في التلفزيون الأميركي. هذا هو ما أريد لمستقبلي أن يكون. وهو ما أردته منذ سنوات، منذ أن كنت صغيرة. وهذا ما أعمل على تحقيقه”. وفي تغريدة أخرى، أوضحت أنّها مراسلة وليست مقدّمة برامج.
نور التي تعمل الآن كمراسلة لدى أحد التلفزيونات المجتمعية المحلية لديها إلى جانب “تويتر” و”فيسبوك” و”انستغرام” محطة على “يوتيوب” تخاطب فيها متتبعيها وتجيب عن أسئلتهم التي يخوض بعضها في طريقة لباسها والموضات التي تتبعها.
لميس أنس
العربي الجديد