وطن (خاص) وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز»، صباح أمس الأحد، «جليلة دحلان» قرينة القيادي المفصول من حركة «فتح»، «محمد دحلان» والذي يحاكم حاليا بتهم الفساد.
وتثير زيارة قرينة «دحلان» إلى قطاع عزة جدلاً واسعاً في ظل إدارتها لمؤسسة خيرية -مدعومة من الإمارات- تقوم بدفع المساعدات والهبات للأسر المحتاجة، الأمر الذي يفسره البعض بأنه محاولة لشراء ولاءات لزوجها الذي يعمل حاليا مستشارا لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».
وامتلأت المواقع الإجتماعية بالتعليقات الغاضبة والساخرة فيما انبرت فئة قليلة بالدفاع عن جليلة واصفة اياها بـ “إم الفقراء” وهو الوصف الذي تطلقه المواقع الإلكترونية التابعة لمحمد دحلان.
وعلق أحدهم على موقع فيسبوك قائلا: “أم الفقراء هذه كانت تتصور مع المياه المعدنية: فمن أين أتت بالملايين لتوزعها على الفقراء” في إشارة إلى الفقر الذي كانت تعيشه جليلة قبل أن تشرف على ملايين الدولارات وتشتري الولاءات لزوجها.
وعلق آخر قائلا: “الحمد لله الذي جعل الوطنية في بلادي باب رزق لمن أراد أن يرتزق على اكتاف هالشعب المغلوب على أمره.
ويتهم «دحلان» بتهم عدة تسببت في فصله من حركة فتح، وغادرته لقطاع غزة، على رأسها اختلاس مبلغ مئة مليون دولار من أموال الشهداء، حيث تجرى محاكمته الآن في رام الله.
ويعتقد أن دولة الإمارات تقوم بدعم «دحلان» مالياً وسياسياً في محاولة منها لاستبداله بالرئيس «محمود عباس» أملا منها في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في قطاع غزة.
وصدر مؤخرا كتاب باللغة الفرنسية يكشف أن محمد دحلان هو من نفذ عملية اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وكانت جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد كشفت أن رئيس الوزراء الفلسطيني السابق «سلام فياض»،قد قبض 10 ملايين دولار من دولة الإمارات في محاولة لشراء ولائه لصالح «دحلان»، وهو ما أغضب رئيس السلطة «محمود عباس» بصورة كبيرة.
وبحسب التقرير الذي كتبه «ناحوم برنياع» في الصحيفة العبرية، فان «فياض» يقوم بتوزيع الأموال والعطايا في الضفة الغربية حاليًا لشراء الولاءات لصالح «دحلان» ودولة الإمارات، وهو ما يشعر «عباس» بالخوف والغضب.
كما تشير الصحيفة إلى أن «دحلان» يغدق الأموال حاليًا على جرحى العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، في محاولة ثانية لاستعطاف الناس في الأراضي الفلسطينية وشراء ولائهم، وإشعارهم بأنه ودولة الإمارات يقدمون له أفضل مما تقدمه حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية.
و«محمد دحلان» هو القائد السابق لحركة «فتح» في قطاع غزة، وفصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة يوعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».
واشتدت حدة الخلافات بين «دحلان» وبين «عباس» في مارس/آذار الماضي، حيث اتهم «عباس»، «دحلان» في اجتماع للمجلس الثوري لحركة «فتح»، بـ«التخابر مع إسرائيل»، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية والمشاركة في اغتيال الراحل «ياسر عرفات»، وهو الأمر الذي نفاه «دحلان»، متهما «عباس» بـ«تحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية».
وتجدد التوتر بين الرجلين، عقب إعلان «رفيق النتشة»، رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية، في السابع من الشهر الجاري، إحالة ملف «دحلان» إلى محكمة جرائم الفساد، بتهمة «الفساد وتهمة الكسب غير المشروع»، وهو ما اعتبره «دحلان» محاكمة سياسية يدبرها له الرئيس «عباس».
من جانبه نفى «موسى أبو مرزوق» القيادي البارز في حركة المقاومة الإٍسلامية «حماس»، أن تكون حركته قد تحالفت مع القيادي المفصول من حركة «فتح»، «محمد دحلان»، بغرض العمل ضد الرئيس الفلسطيني «محمود عباس».
وقال «أبو مرزوق»، في حوار صحافي مع «وكالة أنباء الأناضول»: «ليس هناك تحالف بين دحلان وحماس، التحالف مع الرئيس عباس، من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين لتحقيق المصالحة، ولا زلنا ندعو لتحقيق هذه المسألة».
وأكد عدم وجود أي اتصالات سياسية أو أمنية مع «دحلان»، باستثناء الاتصالات المتعلقة بتقديم مساعدات شعبية من خلال لجنة فصائلية مشكلة من أعضاء المجلس التشريعي.
كما أكد «أبو مرزوق» أن الاتصالات بين حركة «حماس» والرئيس «عباس»،لم تنقطع، لكنه شن هجوما قاسيا على «عباس»، حيث اتهمه هو وحكومة الوفاق الوطني، بالتقصير في تحمل مسؤولياتهما تجاه قطاع غزة.