تدخل دولة الإمارات العربية كما كل عام بسلسلة من الإنجازات، إلا أن “الإنجازات” التي كانت خلال العام 2014 كانت بنكهة أمنية بامتياز، بدءاً من زيادة الاعتقالات في صفوف المواطنين ومروراً بمضاعفة الجهد الأمني في دول الربيع العربي، وانتهاءً بالتدخل العسكري في دول عربية.
وأجمع عدد من المراقبين على أن الإمارات صنعت أعداء كثر خلال سنة 2014، داخلياً وخليجياً وعربياً، بل ودولياً أيضاً، إن كان على مستوى حقوق المواطنين في الدولة وحرية التعبير أو على مستوى تنفيذ عمليات قصف وقتل، جعلتها هدفاً لعمليات محتملة، بدأتفي العاصمة أبوظبي.
ويقول هؤلاء إنعدد المعتقلين المواطنين والخليجيين والعرب والمسلمين، على خلفية سياسية متعلقة بجماعة الإخوان المسلمين، تجاوز مائتي معتقل، بل إن من خرج منهم من السجن لعد موجود أدلة عليهم أظهرت أشرطة فيديو لهم تعرضهم للتعذيب الشديد.
أما على المستوى العربي؛ فإن التدخل الإماراتي أمنياً ومالياً في دعم الثورات المضادة للربيع العربي ودعم الانقلاب العسكري في مصر تحديداً، جعلها طرفاً في نزاع كان بداية داخل دولة بحد ذاتها، إلا أن تدخل أبوظبي جعلها جهة معادية لشريحة واسعة من الشعب المصري.
الأمر نفسه تم في ليبيا، وإن كان السيناريو أشد سوءاً، فقد قصفت الطائرات الحربية الإماراتية أهدافاً للحركات الإسلامية المسلحة في ليبيا والذين قادوا ثورة ضد نظام معمرالقذافي، حيث اتهمت هذه الفصائل الإمارات بشكل صريح بالمسؤولية عن هذه الغاراتوتوعدتها بالرد.
أما فيما يتعلق بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة؛ فقد حرصت الإمارات أن تكون رأس حربة في هذا التحالف، إن كان في المشاركة الأولى في شن غارات جوية على أهداف للتنظيم في سوريا،أو في استضافة الطائرات الحربية لتكون الإمارات قاعدة انطلاق لها لتنفيذ هجماتها أو حتى في المسارعة لتشكيل تحالفات أمنية وعسكرية عربية ضد تنظيم الدولة، الأمرالذي جعل الإمارات هدفاً مرشحاً لعمليات تنفيذ الدولة، وهو ما قد يكون وقع، فقدأعلنت أجهزة الأمن الإماراتية اعتقال امرأة قتلت موظفة أمريكية في أبوظبي وحاولت زرع عبوة ناسفة أمام منزل موظف أمريكي آخر في العاصمة أيضاً.
بالمحصلة؛ فإن المواطن الإماراتي سيخرج من عام 2014 مثقلاً بمزيد من القلق على مستقبله وأمنه،إثر التحركات السياسية التي تقودهم إلى عام مجهول، لا سيما وأن المحللين يحذرون من عمليات قوية ضد الدول المشاركة في التحالف.
عرب برس