عافية صديقي، المرأة التي سماها الناطق باسم تنظيم القاعدة بـ”سيدة تنظيم القاعدة”، قالت أمام زملائها الطلبة، عندما كانت تبلغ من العمر 21 عامًا فقط، بأنها ستكون فخورة إذا ما وضع اسمها على قائمة أكثر المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي FBI. وأضافت الفتاة، التي كانت تدرس علم الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في عام 1993، أنها تريد أن تفعل “شيئًا لمساعدة إخوتنا المسلمين”، حتى لو كان ذلك يعني خرق القانون.
وتكشف تفاصيل رحلة صديقي إلى الإرهاب أيضًا عن أنها أخذت حصصًا لتعلم الرماية في الرابطة الوطنية للبنادق، وأقنعت مسلمين آخرين بتعلم كيفية إطلاق النار بالبندقية. كما كذبت صديقي على زوجها، وبعد أن تزوجا عبر الهاتف، ذهل لاكتشاف أنها كانت تريد الزواج منه لمجرد أن اتصالات عائلته الواسعة ستمكنها من المشاركة في الجهاد بطريقة أفضل.
وقد حققت صديقي (42 عامًا)، رغبتها في نهاية المطاف، وأصبحت أكثر امرأة مطلوبة في العالم من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي. وكانت قد اعتقلت في أفغانستان عام 2008 من قبل القوات المحلية، حين وجد معها 2 كيلو من سم سيانيد الصوديوم، وخطط لهجمات كيماوية على جسر بروكلين في نيويورك، ومبنى امباير ستيت. ومن ثم، تم تسليمها إلى الأمريكيين، وبعد عامين، أدينت بالشروع بالقتل في محكمة أمريكية.
ولكن، كراهية صديقي للولايات المتحدة كانت قوية لدرجة أنه، وخلال التحقيق معها، انتزعت بندقية من أحد حراسها، وأطلقت النار عليه، وهي تهتف: “الموت للأمريكيين“.
إذًا، ماذا حدث لها خلال الـ11 عامًا التي قضتها كطالبة في الولايات المتحدة؟ وما الذي أدى إلى تطرف هذه المرأة الذكية والورعة، التي لم تتخرج من MIT فقط، بل وحصلت أيضًا على شهادة الدكتوراة في علم الأعصاب من جامعة برانديز؟
زوج صديقي، محمد أمجد خان
أرسل والد صديقي، وهو جراح أعصاب، ابنته للدراسة في الولايات المتحدة لوحدها، وحصلت الفتاة على منحة جزئية للدراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبردج. ووصلت صديقي إلى هناك في عام 1991، بعد أن عاشت مع شقيقها في ولاية تكساس لمدة سنة، حيث درست في جامعة هيوستن وألقت خطبًا عادية عن الإسلام.
وخلال واحدة من هذه الخطب، قالت صديقي للحشد: “الحجاب ليس قيدًا. إنه يسمح بأن يحكم على المرأة من خلال محتواها، وليس الطريقة التي تعبأ وتغلف بها، من خلال ما هو مكتوب على الصفحات، وليس من خلال العمل الفني الجميل الظاهر على الغلاف“.
وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أصبح لدى صديقي بعض الأصدقاء، ووصفها من عرفها هناك بأنها كانت ذكية، مندفعة، وتذهب بانتظام إلى المسجد على شارع بروسبكت، وهو نفس المسجد الذي أصبح يذهب إليه في وقت لاحق مفجر ماراثون بوسطن، تامرلان تسارنيف.
وكان محور حياتها هو رابطة الطلاب المسلمين، ولكن الأمور تغيرت مع بداية الحرب البوسنية، التي تبدو كبداية لتطرف صديقي.
وأصبحت صديقي مشاركة في نشاطات مركز الكفاح للاجئين، وهو منظمة مقرها بروكلين، يعتقد أنها مركز لعمليات تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة. وقال خبير الإرهاب، إيفان كولمان: “كانت عافية من عائلة بارزة ولديها صلات وتعاطف مع الجهاد. كانت كل ما يحتاجونه”.
وقال وقاص جيلاني، وهو أحد زملاء صديقي، إنها قالت في أحد خطاباتها بأن على المسلمين أن “يحصلوا على التدريب، ويتوجهوا إلى الخارج للقتال”. وأضاف: “كنا جميعًا نضحك قائلين: أوه، لقد حصلت عافية على بندقية“.
وتزوجت صديقي من محمد أمجد خان، وهو ابن عائلة باكستانية ثرية، عبر الهاتف، قبل سفره إلى بوسطن. ولكن عند وصوله، اكتشف أن ما وعد به من كونها امرأة متدينة وهادئة كان غير صحيح في الواقع. وقال: “اكتشفت أن سعادة أسرتنا لم تكن هدفها الرئيس في الحياة؛ بل، وبدلًا من ذلك، كانت تسعى لاكتساب مكانة بارزة في الأوساط الإسلامية“.
ووصف خان لصحيفة بوسطن غلوب كيف شاهدت عافية بانتظام شرائط فيديو أسامة بن لادن، وأمضت عطلة نهاية الأسبوع في معسكرات تدريب إرهابية في نيو هامبشاير مع نشطاء من شركة الكفاح، وكيف توسلت إليه مرارًا لإنهاء مهمته الطبية حتى يتمكن من الانضمام لها. وفي النهاية، توقف الزوج حتى عن جلب زملاء العمل إلى منزله؛ لأنها كانت سوف “تتحدث إليهم فقط عن اعتناق الإسلام”.
وأضاف خان: “أما الآن، فقد تحول تركيزها إلى الجهاد ضد أمريكا، بدلًا من وعظ الأمريكيين بأن يصبحوا جميعًا مسلمين، وتصبح أمريكا بالتالي أرضًا من المسلمين“.
وكانت النقطة الحاسمة هي هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، عندما أصرت صديقي على العودة إلى باكستان، والحصول على الطلاق. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنها تزوجت عمار البلوشي، ابن شقيق مهندس هجمات 9/11، خالد شيخ محمد، على الرغم من نفي عائلتها ذلك.
وقد اختفت صديقي وأطفالها في كراتشي، باكستان، عام 2003، بعد فترة قصيرة من القبض على محمد. وفي العام التالي، تم تسميتها من قبل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، روبرت مولر، كالمرأة الوحيدة من بين أكثر سبعة مطلوبين من تنظيم القاعدة.
ديلي ميل – التقرير