حِن تال، البالغة من العمر 26 عاما فقط، هي دليل حيّ على قوة شبكات التواصل الاجتماعي. حتى ما قبل عام ونصف كانت لا تزال فتاة إسرائيلية مجهولة، ولكن بعد أن خلعت ملابسها وكشفت عن جسدها أمام أكثر من مائة ألف متابع لها في الفيس بوك، إنستجرام والمدوّنة الخاصة بها، أصبحت إحدى أشهر النساء في إسرائيل ونوع من الظواهر. ووصل الأمر إلى ذكر اسمها في أقسام الإعلام في الجامعات في جميع أنحاء إسرائيل.
دون عقد عرض أزياء، خبرة في التمثيل أو ماض في برامج الواقع، بل ودون وكيل أو يدّ توجّه، تمّ تصنيف تال من قبل غوغل إسرائيل في المرتبة الثانية في عرض “الظواهر الرقمية” الأكثر شعبية على الشبكة. نجحت حِن تال في إنهاء عام 2014 وهي على رأس قائمة عمليات البحث الأكثر شعبية للمشاهير في غوغل إسرائيل. ويرجع ذلك جزئيا إلى الصور الأخيرة التي أطلقتها في الشبكة كبادرة غير خاضعة للرقابة للصور العارية الشهيرة لكيم كردشيان.
وهي تُوضح في المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية أنها قامت ببادرة صور كيم كردشيان العارية “بهدف كسر الإنترنت والإثبات للجميع بأنّه بفضل الثديين يمكن إثارة عاصفة كبيرة في الشبكة”. “علمتُ أنّه ستكون هناك انتقادات سيئة، ولكنني قمت بإثبات ما أردت. دخل مليون ونصف شخص ونقروا من أجل مشاهدة تلك الصور، التي وصلت أيضًا لمواقع الترفيه الشهيرة في العالم. أنا إحدى الشخصيات المعروفة في الشبكة. ليست هناك في إسرائيل ظاهرة مثلي، ولكن في الخارج فهذا أمر شائع. هناك مئات النساء المشهورات مثلي في الشبكة. في إسرائيل هذا أمر ليس عاديًّا. نحن محافظون جدّا، ومن الصعب علينا قبول الاستفزازات. يمكنني أن أقول إنّني رائدة هنا في البلاد”، كما أضافت.
ويبدو ظاهريا أن الانتقادات القاسية التي تتلقّاها تال على جرأتها غير العادية لا تؤذيها. فهي تزعم بأنّ العكس هو الصحيح: “إذا كنت عارًا، فلماذا يتابعني الكثير من الناس؟ لماذا يدخل الناس لمشاهدة الصور التي أرفعها؟ كلّ الشغب الذي في الشبكة يغذّيني في نهاية المطاف. تعلّمت التجاهل، طوّرت جلد فيل، وهذا ما يجعلني أبقى في واعية”.
تقول تال إنّ والديها تعلّما كيف يقبلانها ويقبلان الاستفزازية التي تثيرها، رغم أنهما لا يؤيّدانها: “في البداية رفعا حاجبهما، ولكنهما لم يكونا متفاجئَين من ظاهرة حِن تال لأنّني كنت دوما فتاة متمرّدة. وبالطبع فقد سألاني: “لماذا تفعلين ذلك”. ولكنني لحسن حظّي فأنا لا أعيش حياتي كما يتوقّعونها منّي، وإلا فكنت شخصا غير سعيد”.
يرجع أصلها إلى مدينة بيتح تكفا (وسط إسرائيل)، ولديها أخوان. والدها هو مالك شركة لإنتاج وتصدير مواد غذائية ومعدّات للحيوانات، وتملك والدتها شبكة من متاجر الحيوانات. “رغم أنني كبرت في منزل متواضع وتقليدي مع انضباط في التعليم والجيش، فأنا “النعجة السوداء”، كما تقول تال في المقابلات. “تمرّدت دائما. لم أخدم في الجيش لأنني عانيت من اضطرابات في الأكل. كنت أعاني من فقدان الشهية العصبي. دخلت إلى المستشفى، وكان وزني 38 كيلوغرامًا. أدركت أنّ ثمة شيء ليس على ما يُرام لديّ. لم أكن أتقيّأ، ولكنني لم أكل أيّ شيء. حينذاك بدأت بتناول الطعام أكثر من ذلك بقليل وتعافيت من ذلك”.
اخترقت تال الوعي الشعبي في شهر أيار عام 2013 بعد أن انتشرت مقاطع فيديو وصور حميمية لها في الواتس آب والمدونة الخاصة بها في الشبكة. “قبل المدونة بدأتُ في تقديم الخدمات في النوادي، وفي أحد الأيام أخذت صديقتي أحمر الشفاه وكتبت على صدري اسم النادي”، كما تقول. “رفعتُ صورة سيلفي لهذه الكتابة على الفيس بوك وحصلتُ على 80 إعجابًا. كان ذلك حينئذ كثيرا بالنسبة لي. فهمتُ مباشرة بأنّ هناك شيئا ما في الأمر. ومنذ ذلك الحين، رفعت كل يوم ثلاثاء صورة مع ملابس سباحة مختلفة، وازدادت الإعجابات فحسب. ارتفع عدد المتابعين بعد عام إلى 10,000″. بدأت وسائل الإعلام بالاهتمام بها ومنذ ذلك الحين فقد قفز ذلك العدد ببساطة. حظيت المدونة بالنجاح. حظي المنشور الأول بمتابعة أكثر من ألف شخص كانوا قد دخلوا وقرأوا ماذا لدى حِن تال لتقوله. كان يتم رفع المدونة مرة كل أسبوع، وقد كتبت فيها عن الأشياء التي تمرّ بها، عن اضطرابات الأكل التي عانت منها، الرجال، المال، الحفلات. تحدّثتْ عن كل شيء دون خجل”.
وبخصوص الصور العارية؟ فهي لا تخجل إطلاقا قائلة: “لماذا لا نلتقط الصور العارية، ماذا أملك وليس لدى الأخريات. أنا الأكثر انفتاحا على المجموعة حين ألتقط صوري وأنا عارية. لستُ مثالية، ولكن هذا كلّ سحري. ولست كذلك عارضة أزياء تحاول الدخول إلى هذه المهنة. يكمن سحري في أصالتي وكوني عادية ولذلك يرتبط بي الناس جدّا”. تؤكّد تال أنّها ليست نجمة إباحية: “أنا نجمة استفزازية. ولست نجمة إباحية. لن أمارس الجنس أبدا في شبكة الإنترنت”.
وإذا سألتم تال لماذا تقوم بكل هذه الضجة، فستحصلون على إجابة بسيطة: “أحبّ الاهتمام، أحبّ التفاعل والإعجابات. جميعنا يحبّ أن يشعر بالإطراء. أقوم بهذا من أجل ذلك. وأعمل أيضًا في هذه الأيام على كتاب. وهو مكتوب عنّي. يهتمّ الكتاب بجميع تفاصيل حياتي. لن تكون فيه صور عارية. يفصل الكتاب التفاصيل، بحيث ليست هناك حاجة لأية صورة من أجل التوضيح. وهو كتاب جنسيّ جدّا… بعد أن يتم نشر الكتاب، سأنهي مهمّتي وأقول: “كنت حِن تال ووداعا”.
عن (المصدر) الإسرائيلي