قال الكاتب والباحث الإماراتي جاسم راشد الشامسي أن جهاز أمن الإمارات يستخدم غطرسته من خلال الإعلام مشيرا إلى الحملة التي استهدفت النائب الكويتي “الدويلة” وقال أنه لا يفرق بين السلطة والوطن ويمارس غطرسته في حق التعبير مؤكدا أن النائب الكويتي طرح مجرد تساؤلات.
وإلى نص المقال
منشغلة الأجهزة الأمنية الإماراتية حاليا بإدارة حملة إعلامية موجهة شدّت حولها كائنات وطفيليات متعددة شملت جهات حكومية وجمعيات مهنية من ضمنها جمعية المحامون المؤتمنة على قضايا الأمة، وأقلام لها رصيد مسبق الدفع،ونخب تائهة ضلت الطريق ونفوس استمرأت على التسلق،وصحفيين وشعراء في كل واد يهيمون، ومغردين يرجون السلامة،ذلك كله للذود عن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إزاء تصريحات النائب الكويتي السابق مبارك الدويله لقناة المجلس.
بغض النظر عن مصداقية حديث النائب الكويتي وددت لو أن تلك الآلة الإعلامية وقفت لحظه ضمير لترى حقيقة ذلك الحوار، وعملت على سبر أغوار مسيرة ولي عهد أبوظبي،لترجع بعدها فتقنع الرأي العام العربي بمواقف وأقوال تجيب السؤال وتدحض الاتهام.
لم يتهمه الرجل ولم ينعته بما لا يليق،وإنما تساءل عن سبب معاداة ولي عهد ابوظبي للتيار الاسلامي وبخاصة السني، وطرح سؤالا حير الكثير وهو دواعي عدائه للإخوان المسلمين،ثم ذكر حقائق الكل يعلمها حول اكذوبة خلية التنظيم السري ،والسبب الحقيقي لاعتقال أبناء الإمارات،وعلاقة ذلك بالتوقيع على عريضة الإصلاحات الدستورية والسياسية،ودافع عن معتقل كويتي تبرع لأسرة إماراتية اعتقل عائلها،وشهد لكل المعتقلين بالسيرة المتميزة والوطنية العميقة.
يقلق المرء حينما يراقب تجليات سلطة الإمارات إزاء تلك الكلمات الحرة، ذلك لأنه يخشى على الوطن والشعب من سلوك الساسة هناك،والقلق يتضاعف حينما تواجه تلك الحملة فردا بجهاز إعلامي مطلق التمويل،ومصادره قيم بالية أدواتها الغطرسة والكبر واستحقار حق البشر بحرية التعبير،والتشهير بأفكار الخصوم،والتحضير لتسخير القضاء عبر سن أحكام جائرة تصل إلى حد الاعدام،هذا في ظل حوار لم يتجاوز صاحبه نطاق أدب الخلاف.
من صفات هؤلاء الساسة ومريديهم أنهم لا يودون التفريق ما بين السلطة والوطن،ذلك لأنهم اختلطت الأولويات عندهم فأضحى المسئول هو الوطن والوطن مسئول! بل تجاوزوا هذا الفهم المعاق حينما صمتوا عن جارة تحتل وطنهم ويزعقون إزاء امرء يمس ما ساقته إليهم إعاقتهم.
كان من الأجدر لتلك الحملة أن تفتح عقول وقلوب مراقبي المشهد بحوار هادف يتخلى عن الشخصنة والغرور ثم يجيب على التساؤلات عبر وقائع تثبت العكس،وتؤكد أن التنظيم السري حقيقة لا تجنّي،وأن أولئك المسجونين والمحكومين بعشرات السنين تمتعوا بقضاء نزيه،وأنه لا توجد اعتقالات سياسية في الإمارات.
الغريب أن تلك الحملة لم تشر إلى حديث النائب السابق سوى ما تعرض فيه إلى ولي عهد ابوظبي،فأغفلت عناصر الحوار الأخرى وقد يكون عمدا لقلة الحيلة والحجة أو لأن سقف نفاق أعضاء الحملة سما سموا شاهقا،ما جعل قيم الوطن وحقوق الشعب وقيم الضمير والإنسانية ليس لها وزن إزاء بسمة غامضة من صاحب النفوذ.
ختاما وإذ يشكر أحرار الإمارات النائب السابق الدويله على حواره العقلاني،يتوسل أجهزة الإمارات الأمنية- من أجل الوطن فقط- ومن الخلف سياسييها أن يتبنوا حملة إعلامية محترفة تتخذ من الصواب والحق شعار،ذلك الذي يدفعها إلى التخلى عن لغة التخوين واتهامات الإرهاب والتعالي والغطرسة وتحذرها من السبيل الحالية التي من سلكها احترق او ناله شررها.