تحتل إسرائيل جزرتين للملكة السعودية هما تيران وصنافير، الممتدتان على مساحة 80 و33 كيلومترًا مربعًا على التوالي، وتقعان عند مدخل خليج العقبة، إلى الشرق من الأراضي السعودية.
وبقيت المملكة العربية السعودية والحكومات الغربية، لعقود من الزمن، صامتة على احتلال جزر سعودية من قبل إسرائيل. ويتساءل كثيرون لماذا لم تحاول المملكة العربية السعودية استعادة سيادتها على هذه الجزر.
واقترح الملك عبد الله، خلال مؤتمر الجامعة العربية في عام 2002، أحدث مبادرة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. ولكن، حتى في ذلك الحين،تيران وصنافير.
وانتمت هذه الجزر إلى المملكة العربية السعودية حتى عام 1967، عندما أعطى الملك فيصل السيطرة على الجزر لمصر من أجل منع إسرائيل من إرسال سفنها إلى محطة إيلات خلال حرب الأيام الستة. ومن ثم، أصبحت هذه الجزر محتلة من قبل إسرائيل.
أما بعد الحرب، وعندما وقعت مصر في عهد الرئيس أنور السادات معاهدة سلام مع إسرائيل، رفض الرئيس المصري آنذاك إدراج هاتين الجزيرتين كجزء من الاتفاق، قائلًا إنهما تنتميان للمملكة العربية السعودية. ولكن المثير للاهتمام هنا، هو أن الرياض لم تعلق على حالة هذه الجزر منذ ذلك الحين.
ويقول البعض إن هذه الجزر صغيرة جدًا بحيث لا ترغب المملكة العربية السعودية برفع الدعوى لاستعادتها. ولكن البعض الآخر يقول إن هذا السبب ليس كافيًا، حيث خاض السعوديون صراعًا مع اليمن للسيطرة على جزر حنيش التي لها نفس الحجم تقريبًا.
وفي الواقع، تعد جزيرة تيران وصنافير هامة جدًا استراتيجيًا، باعتبار أن السيطرة عليها تعني بشكل فعال السيطرة على مدخل خليج العقبة، وهو الممر الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر.
وبالتالي، بقول محللون إن السبب في عدم مطالبة المملكة العربية السعودية بهذه الجزر واضح، وهو مساعدة إسرائيل في إبقاء سيطرتها على خليج العقبة، ومنحها ممرًا يمكنها من الوصول إلى مياه البحر الأحمر.
وحتى في حال عدم صحة هذه التحليلات، سيبقى من المستغرب أن معظم السعوديين لا يعرفون أن هذه الجزر تعود ملكيتها لهم، وأن إسرائيل تحتلها، من دون أن تفعل حكومتهم أي شيء لاسترجاعها.
المصدر: التقرير