أشعلت التسريبات الأخيرة المنسوبة إلى قيادات عسكرية مقربة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحرب بين السلطة الحالية وجماعة “الإخوان المسلمين”، بعد أن دأب كل طرف على استخدام ما يمتلك من أداوت لشيطنة الآخر، في مؤشر على تصاعد حدة الصراع بين الطرفين على الرغم من مضي عام ونصف على الإطاحة بحكم الرئيس للأسبق محمد مرسي.
وأذاعت قناة “مكملين” المحسوبة على جماعة “الإخوان” تسريبًا منذ أسابيع ادعت أنه لقيادات عسكرية وأمنية يتحدثون عن تبديل معالم مكان عسكري كان الرئيس المعزول محمد مرسي محتجزًا به بعد عزله في يوليو 2013، بحيث يبدو وكأنه سجن تابع لوزارة الداخلية؛ حتى يكتسب الاحتجاز الصفة القانونية.
وعرضت قناة “الشرق” قنوات فضائية لمحسوبة على التيار الإسلامي هذا الأسبوع تسريبات على مدار يومين متتاليين (السبت والأحد)، منسوبًا للقاء بين عباس كامل مدير مكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرًا للدفاع، وممدوح شاهين مساعد الوزير حينها، تم الاتفاق فيه على تسوية خارج القضاء بحق أحد الضباط في قضية “سيارة ترحيلات أبو زعبل”.
وأذاعت القناة نفسها أمس، تسريبًا يطلب فيه مدير مكتب السيسي من النائب العام هشام بركات هاتفيًا أن يتدخل لرفع حظر السفر عن نجل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل المتهم بقضية فساد في البورصة المصرية.
واستنكر الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب “الوطن”، ما يدور داخل مكتب “السيسي” وقال في لهجة ساخرة: “من أجل أن الضابط ابن اللواء خايف، تم لإهدار دماء ٣٧ مصريًا قتلهم باستخفاف”.
وأضاف: “من أجل أن ابن حسنين هيكل متضايق لأنه ممنوع من السفر في قضية فساد، تُهدر حكم القضاء ويتهم بظلمه، أما أحكام الإعدام والغرامة المالية والسجن بلا أدلة على ٤٠ ألف مصري، فكلها للهزار والتسالي”.
من جانبه، قال المستشار وليد شرابي، الأمين العام لـ “المجلس الثوري المصري”، إن “التسريبات أكدت أن القضاء المصري لا ينفذ العدالة في ظل قبضة العسكريين”، مضيفًا: “نحن أمام غياب العدالة، وهذا هو القضاء في ظل الانقلاب”.
وتابع: “لا يصلح أن يتصل أي مسئول بقاضي ليصدر قرار، نحن أمام قضاء منبطح لا يستطيع أن يتحدث أو يتكلم أمام سياسة وأحكام العسكر”.
في السياق ذاته، قال دكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية السابق، إن “تسريب الشرق لمكتب السيسي يكشف أن مصر ينقصها العدالة”، مضيفًا: “الخلل في العدالة يدار من داخل مكتب قائد الانقلاب..منظومة اللاعادلة تدار من داخل مكتب السيسي”.
وتابع متسائلاً: “حينما تدار العدالة بهذا الشكل الكئيب..فكيف ستدار مصر وشئونها؟!”، واصفًا من يديرونها بأنهم تافهين، أشبه بـ”خمارات للمراهنة على الشعب” مؤكدًا أنه لا يوجد ثقة في القضاء الحالي في ظل قبضة الانقلاب سواء شعب أو منظمات.
وعلقت حركة شباب “6إبريل”، على التسريب المتعلق بقضية سيارة ترحيلات أبوزعبل بقولها: “التسجيلات الجديدة بتقول حاجتين بوضوح، أولاً أننا الحمد لله استقرينا تمامًا تحت القاع، ثانيًا توضيح المعني الحقيقي لجمهورية الموز”.
في المقابل، أقسم العقيد حاتم صابر، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، أن التسجيلات الخاصة بأعضاء القوات المسلحة ووزير الداخلية “غير حقيقية ومفبركة”.
وأضاف صابر، في مداخلة تليفزيونية مع الإعلامي سيد علي: “الجيش مش هيلفق مكان محبس المتهم محمد مرسي”. وأوضح: “الصورة التي عرضتها شبكة رصد لمقر احتجاز مرسي، أقسم بالله كاذبة، وغير صحيحة”.