أمرت النيابة العامة بالكويت أمس الأحد 28 ديسمبر 2014 بإخلاء سبيل الدكتور محمد الهجاري استاذ التفسير وعلوم القرآن ــ بكلية الشريعة جامعة الكويت ــ بكفالة 5 الاف دينار، في قضية الإساءة “للمذهب الشيعي” أثناء تدريس الطالبات في الكلية، والإساءة الى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عبر «تويتر» وازدراء مذهب الشيعة.
وبحسب مصادر قضائية فإن الهجاري أنكر في جلسات التحقيق التهم الموجهة إليه من ازدراء مذهب إسلامي وإثارة الفتنة الطائفية في المجتمع أثناء تدريس طالبات كلية الشريعة في جامعة الكويت، واللواتي أبلغن المسؤولين عما ذكره الهجاري أثناء الحلقة النقاشية لهن، كما أن الهجاري واجه اتهاما من قبل وزارة الداخلية الكويتة بانتقاد “حسن نصر الله” على تويتر منذ عدة سنوات الأمر الذي أثار جدلا واسعا في السعودية.
واعتبر العديد من المراقبين أن الإفراج السريع عن “الهجاري” جاء بسبب الحملات التضامنية المتنوعة والتي انتشرت من قبل سياسيين ومعارضين وأساتذة جامعيين مع “الهاجري” والذين أكدوا أن الرجل لم يرتكب ذنبا بإبداء رأية الشرعي في مسألة “زواج المتعة”
وككل دول الخليج ينتشر المذهب الشيعي في أجزاء من الكويت، كما أن المعارضة الشيعية في الكويت تمثل جزءا كبيرا من المعارضة الكويتة ككل.
تفاصيل القبض على الهجاري
وكان الدكتور محمد الهجاري قد تم اعتقال الاربعاء 24 ديسمبر2014، وتم توجيه عدة تهم إليه وطرده تعسفيا من كلية الشريعة من قبل عميد الكلية، وذلك على خلفية اتهامه بالإساءة للمذهب الشيعي وللأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني منذ 3 سنوات تقريبا.
وتعود مجريات التهمة إلى تغريدة للدكتور الهجاري كتبها على «تويتر» عام 2012، انتقد فيها الامين العام لحزب الله اللبناني “حسن نصر الله” وقامت وزارة الداخلية باحالته للتحقيق على إثرها منذ حوالي أسبوعين.
كما تقدمت طالبات في كلية الشريعة محسوبين على “المذهب الشيعي” بشكوى ضد الهجاري بتهمة «ازدراء الاديان وإثارة الفتنة» لانه أبدى رأياً ضد «زواج المتعة» في حلقة نقاشية داخل الجامعة وقال ان المذاهب السنية كلها تحرمه إضافة الى بعض الاجتهادات داخل المذهب الشيعي.
محامي الهجاري يستغرب من التهمة
وأبدى المحامي دويم المويزري، محامي الدكتور من تهمة «ازدراء المذهب الشيعي» التي وجهت لموكله، وذلك على خلفية انتقادة لـ “حسن نصر الله” اللبناني منذ 3 سنوات.
وأوضح المويزري ان موكله استغرب مثل هذا الاتهام، معتبرا ان (نصرالله لايمثل المذهب الشيعي وليس عالماً وانما يترأس حزباً مدرجاً في دول كثيرة على قوائم الارهاب)، وبالتالي فانتقاده يعد في إطار انتقاد سياسي.
وأفاد المويزري ان موكله أنكر التهم الموجهة إليه فيما يتعلق بازدراء مذهب إسلامي، وإثارة الفتنة الطائفية في المجتمع خلال حديثه في كلية الشريعة، مبينا أن «الدكتور الهجاري أوضح خلال التحقيقات ان المذاهب السنية واجتهادات كثيرة داخل المذهب الشيعي تحرم زواج المتعة»، فيما أنكر أيضاً تهمة «السخرية من المذهب الشيعي».
هل الداخلية الكويتة محامي الشيعة؟
وفي مقطع فيديو انتقد الشيخ السني بدر الداهوم ــ رئيس المكتب السياسي لتجمع ثوابت الأمة ــ قيام وزارة الداخلية الكويتية برفع قضية على الدكتور الهجاري على خلفية تدوينة له عبر موقع “تويتر” منذ ثلاث سنوات هاجم فيها “حسن نصر الله” والذي وصفه “الداهوم” بـ “حسن نصر اللات”
وقال “الداهوم” إن “الدكتور الهجاري هو استاذ في كلية الشريعة” وما قام به أنه أجاب عن سؤال حول زواج المتعة فهو كما هو معلوم لدى الجميع أنه حرام شرعاً ومخالف للقانون ولا يوجد شيء اسمه زواج متعة في القانون بل إن الغريب وغير المتوقع هو موقف إدارة كلية الشريعة من هذا الحدث وعدم التحقيق في القضية “.
وتساءل الداهوم قائلا “هل الداخلية تدافع عن حسن نصرالله؟ في رفعها قضية على د.محمد الهجاري بسبب تغريدة قبل 3 سنوات؟
حملات تضامنية مع الهجاري
وعقب اعتقال الداخلية الكويتة للـ”الهجاري” انطلقت العديد من الحملات التضامنة مع الدكتور الهجاري، حيث دعت “الرابطة العالمية للحقوق والحريات” في بيان لها السلطات الكويتة بسرعة إطلاق سراح د.محمد الهجاري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بجامعة الكويت.
واعبترت الرابطة أن اعتقال ” الهجاري” هو “اعتداء على حرية الرأي والتعبير، خاصة وأن اعتقاله جاء بسبب “موقف” أو “نقل حكم فقهي” من زواج المتعة الذي يحرمه المذهب السني ويمنعه القانون الكويتي، وترى أن التعبير عنه لا يمثل اساءة أو ازدراء بمذهب من المذاهب وأن التهم الموجهة إلى الدكتور إنما الغرض منها تقييد حقه في الرأي.
سنة الكويت “لن نخذل عقيدتنا”
وتحت شعار “لن نخذل عقيدتنا” نظم عدد من رموز المعارضة السنية بالكويت واساتذة الجامعات ندوة تضامنية مع الدكتور “الهجاري” تحدث خلالها أمين عام تجمع ثوابت الأمة محمد هايف، والمحامي دويم المويزري، والدكتور أحمد الذايدي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدكتور نواف العبيسان.
وصبت أغلب الكلمات في أن ماحدث مع الدكتور “الهجاري” هو تكميم لأفواه السنة بالكويت، وأن الهجاري لم يتركب ذنبا أو يقترف إثما حين أبدى رأيه الشرعي في زواج المتعة.
حزب الأمة : “اعتقال الهجاري” انتهاك خطير وعبث سياسي
من جانبه انتقد الدكتور حاكم المطيري رئيس حزب “الأمة” الكويتي، إحالة وزارة الداخلية الكويتية للدكتور محمد الهجاري استاذ بكلية الشريعة بجامعة الكويت للنيابة العامة، واصفا أن هذا القرار “تأديب أغلبية الشعب بعصا الطائفية”.
وقال المطيري من خلال تغريدة له على صفحته بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”: “إحالة الهجاري للنيابة واحتجازه انتهاك خطير لحقوقه والهدف هو تأديب أغلبية الشعب التي قاطعت العملية السياسية لتعود لبيت الطاعة بعصا الطائفية”.
كما اعتبر أن سياسات السلطة هي ضغط على المجتمع للمشاركة بما وصفه “العبث السياسي”، وقال: “السلطة تزيد من اعتقال المغردين والناشطين ومحاكمتهم ثم إثارة سحب الجنسية ثم إثارة الطائفية الضغط على أغلبية المجتمع لتشاركها عبثها السياسي”- على حد قوله.
وبحسب تقارير حقوقية فإن الكويت تعاني مؤخرا من حملات قمع قوية للمعارضة الكوييته ولشخصيات إعلامية وأكاديمية مستقله، كما أنها تستخدم “سحب الجنسية” سلاح واداة في قمع المعارضة حيث قامت بسحب الجنسية الكويتيه من العشرات من الكويتين خلال الفترة الماضية، كما أنها تعتبر مجرد الانتقاد لحكومتها على تويتر عمل يخالف للقانون وتقوم بالمحاسبة عليه.
شؤون خليجية