عقب وقوع مذبحة ماسبيرو فى أكتوبر 2011 عندما تظاهر آلاف الأقباط أمام مبنى التلفزيون ماسبيرو، احتجاجًا على هدم كنيسة بمحافظة أسوان، واندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الجيش أدت إلى مقتل وإصابة المئات أغلبهم من الأقباط.
وبالرغم من مقتل 28 قبطيًا وإصابة المئات برصاص جنود الجيش ودهسًا بالمدرعات وهتفوا ضد الجيش وقتها، فكانت الكاتدرائية المرقسية في العباسية تهتز بالهتاف ضد المجلس العسكري السابق وقادته أثناء تشييع جثامين ضحايا ماسبيرو، وعندما حضرت قيادات المجلس العسكري السابق قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية يناير 2012 ارتجت القاعة بهتاف “يسقط يسقط حكم العسكر”.
لكن دوام الحال من المحال، إذ أصبح الهتاف للجيش وللسيسي داخل الكنائس، كما صمتوا عن ضحاياهم في أحداث ماسبيروا، لكن البابا تواضروس الثانى، فتح الباب من جديد اليوم الاثنين، بزيارة كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس بمنطقة جرين بلازا بسموحة، حيث صلى القداس الإلهى، وألقى عظة روحية بعنوان: “كيف نستعد للميلاد وبدء العام الجديد من خلال مراجعة النفس لمعرفة ما كسبته وما خسرته”.
وردًا على سؤال بخصوص بعض الأحاديث الصحفية التى أثير حولها الجدل، أجاب بخصوص قضية ماسبيرو قال: “هم أولادنا الذين راحوا ضحايا حادث بشع فى أكتوبر 2011 ودمهم غاٍل والقضية محتاجة تحقيق وفحص جنائى، ومن له حقوق يجب المطالبة بها قانونيًا ومثال لذلك فى عام ١٩١٥ حدث ما يعرف بمذابح الأرمن وما زالوا يأخذون حقوقهم وحتى الآن اعترفت بتلك المذابح حوالى ٢٤ دولة”.
وأضاف البابا تواضروس الثاني: “لا يستطيع أحد أن ينكر هذا الحادث البشع مثله مثل حادث القديسين وغيرها من الجرائم البشعة ومازال أصحابها يطالبون بحقوقهم بالطرق القانونية”، مضيفًا: “نحن قبل أى حوار نصلى ونطلب مشورة الله فلا تقلقوا، لأن مبادئنا لا تتغير وكنيستنا ثابتة ولا نتأثر أبدًا بأى أكاذيب تنشر عنا أو عن الكنيسة، وكثيٍر مما ينشر يكون كذبًا بغرض الشهرة وكسب المال”.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول صورة لنصب تذكاري أقامته كاتدرائية “الملاك ميخائيل” بمدينة أكتوبر، لتخليد ذكرى رعاياها من ضحايا أحداث ماسبيرو فى أكتوبر 2011.
واتهمت الكنيسة الجيش بقتل رعاياها في أثناء تنظيم تظاهراتهم المنددة بهدم الكنائس، حيث كُتب على اللوحة: “هنا ترقد أجساد بعض شهداء مذابح 9 أكتوبر 2011، برصاص ومدرعات الجيش المصرى أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون أثناء وقفة سلمية بدون سلاح لوقف هدم الكنائس”، مع إرفاق أسماء بعض الضحايا.
من جانبه، علق المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم حركة “قضاة من أجل مصر”، بالقول إن الكنسية هي من أضاعت حقهم.
وكتب “شرابي” على صفحته على “فيس بوك”: ” ذكرى وفاة مينا دانيال ورفاقه في أحداث ماسبيرو للأسف عندما خرج هو ورفاقه فى ذلك اليوم لم يكونوا يعلمون أن الكنيسة تذوب عشقًا في العسكر.
يشارإلي أن المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى التى شبهها البابا تواضروس بأحداث ماسبيروا ارتكب فيها القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري راح ضحاياها من الأرمن تتراوح ما بين مليون و مليون ونصف نسمة.
رصد