تواصلت ردود الفعل بالشارع الكويتي المستنكرة لتصريح النائب بمجلس الأمة نبيل الفضل بأن “الخمر كانت موجودة في الكويت وإنها من العادات والتقاليد والتراث” فضلاً عن مطالبته بعودة إباحة الخمر، واصفة تلك التصريحات بأنها “غير صحيحة ومجافية لحقيقة ما جبل عليه أهل الكويت”.
حيث شدد نواب حاليون وسابقون بمجلس الأمة على رفضهم أي دعوة من هذا القبيل، حيث إن الدستور الكويتي ينص على أن الإسلام هو دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، مؤكدين أنه سيتم وأد أي قانون أو اقتراح يخالف الشريعة.
استنكار نيابي واسع:
قال النائب حمود الحمدان: إن “الجرأة على حرمات الله تودي بصاحبها إلى المهالك، فكيف إن كان صاحبها لديه قراءة خاطئة لتاريخ أهل الكويت وقيمهم الدينية الأصيلة؟”، مبيناً أن “أهل الكويت عرفوا منذ القدم بصلاحهم وفزعتهم للمحتاج ومحاربتهم للفساد وأهله”.
وأوضح الحمدان، في تصريح صحفي له ، أنه “من الخطأ أن يجهل الإنسان تاريخ البلد الذي يعيش فيه وينتمي إليه وعادات أهله الأصيلة، ولكن الإصرار على تأصيل غير مبني على حقائق وسبر تاريخي والزعم بأنه حقيقة ثابتة يتحول بصاحبه إلى مكانة معيبه من الجهل.
لافتا إلى أنه من غير المقبول أن يصدر عن ممثل للأمة كلام غير صواب عن تاريخ أهل الكويت، وغير مقبول أكثر أن يدعو إلى السماح بالخمور، خصوصا وأنه في موقع المسؤولية، فمن أقسم على الدستور يجب ألا يحنث، بل يعي جيدا أن دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
بدوره، استنكر النائب فيصل الكندري تصريح النائب نبيل الفضل بأن الخمر من عادات أهل الكويت وتاريخها وتراثها، مؤكدا أن “كل قانون أو اقتراح يخالف الشريعة الإسلامية وديننا الحنيف ولا يتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة سيتم وأده قبل أن يرى النور”.
وقال الكندري في تصريح صحفي: “يبدو أن الفضل يخلط بين أصالة عادات أهل الكويت وبين الدخلاء الذين جلبوا معهم الخمر وتاجروا فيه”.
وأكد أن الخمر الذي منع بموجب قانون في عام 1964، كان ولايزال معيباً حسب العادات الاجتماعية والتقاليد الكويتية الأصيلة، فضلاً عن حرمته الدينية الإسلامية، ودعا الكندري النائب الفضل إلى العودة إلى مضابط مجلس الأمة وتحديداً مايو 1964 للنظر في اقتراحات النواب السابقين في رغبتهم بمنع الخمر وإصدار تعديلات في قانون الجزاء لمعاقبة من يستورد أو يصنع أو يحوز أو يتعاطى الخمر بالحبس أو الغرامة.
من جهته، استنكر النائب سعود الحريجي بشدة تصريحات النائب نبيل الفضل التي طالب فيها بإباحة الخمور وإلغاء الضوابط الأخلاقية للحفلات الفنية، معتبرا أن الفضل أساء إلى الكويتيين والكويتيات جميعا بزعمه أن الخمر من عادات أهل الكويت وتاريخها وتراثها.
وقال الحريجي في تصريح صحفي أن “هذا يدل على جهل الفضل بأبسط قواعد دينه وهي تحريم الخمور، فضلا عن جهله بالعادات والتقاليد الأصيلة للشعب الكويتي، فهي عادات التقوى والورع وتعظيم شعائر وتعاليم الإسلام، ونص دستور الكويت على أن الإسلام هو دين الدولة والشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع”.
وأضاف: من المؤسف أن عضوا في مجلس الأمة من المفترض أن يمثل الشعب الكويتي وأقسم على احترام الدستور وقوانين الدولة لكنه حنث بقسمه بدعوته إلى إباحة الخمور التي حرمها الإسلام والشريعة الإسلامية التي ينص الدستور الكويتي في مادته الثانية على أنها مصدر أساسي للتشريع ثم يأتي الفضل ويطالب بإباحة أم الخبائث بل ويشوه سمعة وتاريخ الشعب الكويتي المعروف على مر العصور بحبه لتعاليم الإسلام والبعد عن المحرمات وهو شعب يحب الأعمال الخيرية وبناء المساجد في داخل الكويت وخارجها فضلا عن دعم جهود نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا.
وأكد أن جميع النواب في المجلس من جميع الطوائف والاتجاهات السياسية والدينية باستثناء الفضل يعظمون شعائر الإسلام وتعاليمه، لذلك رفضوا تصريحات الفضل واستنكروها بشدة.
وذكر الحريجي أنه والكثير من النواب يؤيدون أسلمة القوانين بإصدار تشريعات قانونية تعالج الموجود في القوانين الحالية مما قد يخالف نص المادة الثانية من الدستور والتي تؤكد أن الشريعة الإسلامية هي مصدر أساسي للتشريع وبالتالي يجب أن تتفق القوانين مع الشريعة الإسلامية تنفيذا لنصوص الدستور.
المعارضة ونواب سابقون يستنكرون:
أيضا هاجم النائب السابق مبارك الوعلان في تغريدة له نواب الأمة لعجزهم عن الانتصار لشرع الله والتصدي لمن دعا إلى تشريع الخمور. وقال الوعلان: “تبا لمجلس تعجز السنة نوابه ومروءتهم عن الانتصار لشرع الله والتصدي لفاسد نكره دخيل على أهل الكويت وعاداتهم يطالب بتشريع الخمور وإباحتها”.
وقال النائب السابق فيصل المسلم من حسابه عبر تويتر: “نواب بوصوت ورئيسهم ووزراء الضعف تسابقوا ردا على الأخ مبارك الدويلة وجبنوا أمام اتهام زميلهم الفاجر لأهل الكويت بشرب الخمر ودعوته لإباحتها”.
فيما قال النائب السابق وليد الطبطبائي: “الإساءة للشعب الكويتي ولتاريخ الأجداد والدعوة إلى إباحة الخمر ألا يستحق وقفة ممن تباكوا وارتفع صوتهم بعد حديث الدويلة عن وزير خليجي دون تجريح”.
وقال عضو الحركة الدستورية الإسلامية النائب السابق والمحامي محمد الدلال: “تساؤل للمسؤولين الإماراتيين المطالبين باتخاذ إجراءات علي الدويلة، هل اتخذت إجراءات لديكم علي خلفان والمزروعي ممن شتموا وتعرضوا للكويت وشعبها؟”.
وتابع: “وبالمثل مطلوب قيام وزارة الخارجية برفع دعاوي قضائية في الكويت والإمارات علي عدد من الإماراتيين ممن أساء للكويت وشعبها”.
وأضاف الدلال: “بمثل ما نراه من تشنج وتوتر عالي بسبب تعبير عن رأي، نجزم بان الاتفاقية الأمنية الخليجية ضربا من السحر والشعوذة المنهي عنه لأنه كبيرة من الكبائر”.
وقال الداعية الإسلامي والإعلامي أنور الحمد: “أهل الكويت جبلوا على الخير وعرفوا بالصلاح والإصلاح، فإذا شرب منهم الخمر لم يتركوه بالنصيحة، وإذا لم يرتدع عاقبوه، ولم يزوجوه فالحمد لله”.
وتابع: “من يفتري على الشعب الكويتي المسلم بالرذيلة، فسينال عقوبته من خلال القضاء الكويتي، وإن لم يتب ويعتذر فسيكون العقاب الأخوي بالمرصاد”.
دعوات تحليل الخمر من السعودية للكويت:
تأتي دعوة النائب الكويتي بعد أيام من كتابة الكاتب السعودي “عبد الله بن بخيت” تغريدة عبر حسابه في “تويتر” قال فيها: “لم أجد في القرآن الكريم ما يحرم الخمر، ولا يوجد له عقوبة”، والتي لاقت سخط واستهجان الكثيرين ما دفعهم لتدشين وسم جديد حمل اسم “#عبدالله_بخيت_يحلل_الخمر”، للتعبير خلاله عن تعجبهم من كيف لرجل في بلد إسلامية أن يفتي بذلك، فيما اعتبر البعض أنه لم يفعل ذلك إلا بضوء أخضر من السلطات السعودية.
فيما أكد الشيخ “عبدالعزيز الطريفي” في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن “تحريم الخمر متواتر في الوحيين، وسُمّيت (أم الخبائث) لأنها تولّدها أكثر من بقية الكبائر، ومن علامات الساعة استحلالها ومستحلها كافر بالإجماع”.
وأضاف “الطريفي” أن “أعظم النعم الإسلام ثم العقل ولولا الثانية ما جاءت الأولى وبالخمر يزول عقل الإنسان فيشابه الحيوان لا يُقبل قوله ولا عمله ويُبعد عن طرقات الناس”، مؤكدا أن “الليبرالية طريق أوله هوى وفسوق، وأوسطه كفر، وآخره إلحاد، لا يمكن أن ينتهي به تسلسله الفكري إلا إلى ذلك”.
كما علق المعارض السعودي “سعد الفقيه” على التغريدة قائلا: “لم يكن عبدالله بن بخيت ليقول ما قال عن الخمر والقرآن إلا بعد حملة منظمة دعمتها السلطة وساهم فيها كثير ممن يهاجمونه الآن بشخصه.. كيف؟”.
وأضاف “الفقيه”: “لأنهم وقفوا مع السلطة حين حاربت المصلحين وشوهت صورة الجهاد وسكتوا عن سجن العلماء وعن تمكين الزنادقة من الإعلام وعن تآمرها الصريح مع الأعداء، يصدرون البيانات ضد حركة الإصلاح ويتسابقون في الإعلام لتشويه الجهاد ويبحثون عن الحيل لتحريم الثورة على آل سعود ثم يستغربون ظهور بن بخيت !!”.
مما دفع الكاتب السعودي للتغريد ثانية ردا على الهجمة بما يشبه التراجع والتملص من تغريدته الأولى، قائلا: “كانت تغريدتي واضحة، القرآن لم ينص على عقوبة شارب الخمر ولكنها تقررت بإجماع المسلمين، تحريم الخمر بينته الأحاديث النبوية بتفاصيل كاملة”.