«أزف إليكم البشرى، لن يكون هناك مريض بفيروس «سي» في مصر بعد الآن بهذا الجهاز، سآخذ الفيروس من المريض وأعطيه له صباع كفتة يتغذى عليه. وهذا قمة الإعجاز العلمي»، بهذه الكلمات وبلهجة تغلفها الثقة ومتقمصاً شخصية مخترع يستحق جائزة «نوبل» وكأنه أفنى عمره في المعامل أعلن اللواء الدكتور إبراهيم عبد العاطي، مطلع العام اكتشافه التاريخي الذي أكد على انه سيجعل مصر خالية في غضون شهور قلائل من مرض الكبد الوبائي والايدز. وثبت فيما بعد ان الجهاز الذي تذوق ملايين المصريين على أثر الإعلان عنه الأمل لأول مرة وهو الذي عرف فيما بعد بـ «جهاز الكفتة» والذي أحرج المؤسسة العسكرية ودفع بها فيما بعد لان تسعى لدفن تلك الفضيحة التي لحقت بالحكومة وبكبار رموز النظام بعد ان اتضح ان الاكتشاف يشبه اختراعات الأفلام الكوميدية التي كان يقدمها أساطين السينما وفي مقدمتهم اسماعيل ياسين وفؤاد المهندس. وما زالت آثار الفضيحة تلاحق المخترع والجهات التي دعمته وباتت منتديات الصحة في العالم تسخر من جهاز الكفتة الذي كان أكثر الأحداث كوميدية على مدار العام والذي استثمره أنصار الإخوان في السخرية من النظام.
وطالب العديد من الأطباء والمرضى بمحاكمة المخترع الذي أصر على ان جهازه يحقق المعجزات. وقد فرضت الأجهزة على المخترع التزام الصمت بعد ان استقبل استقبال الفاتح بحضور كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة المصرية، في المؤتمر الصحافي للهيئة الهندسية، الذي عقد للإعلان عن جهاز الكفتة. وقد احتفت وسائل الإعلام المصرية، بالاختراع ومن قام به طيلة أسابيع حتى استيقظت مصر على الكارثة.
ومن أشد حوادث العام التي هزت مشاعر المصريين حادث مصرع عشرين شخصاً حرقاً، بينهم 13 تلميذاً، فيما أصيب 18 آخرون، في حادث تصادم أتوبيس مدارس بسيارة محملة بوقود البنزين، عند قرية أنور المفتي القريبة من المنصورة شمال القاهرة في دلتا النيل. وقع الحادث على إثر تصادم 4 سيارات مختلفة الحجم والنوع على الطريق الزراعي.
فقد اصطدمت سيارة ملاكي بشاحنة تقل تلاميذ إحدى المدارس، جعل سائق المركبة يندفع إلى الحارة الأخرى، حيث تصادف مرور سيارة تنقل الوقود، فاصطدمت بها.