قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنه بعد فترة من النبذ الإقليمي لقطر بسبب دعمها لـ “الإرهاب”، قررت مصر والسعودية ودول الخليج إعادة الدوحة لحضن العائلة، وأشارت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حظي بتقدير إسرائيل بسبب حربه على “الإسلام المتطرف”، يلعب الآن في كل الملاعب.
وأضافت “القاهرة التي تدير حربًا شرسة ضد الإخوان المسلمين الممولة من قطر وضد قناة الجزيرة، غيرت من موقفها تجاه الدوحة بتشجيع من السعودية التي تمسك بالخيوط”.
ورأت أن “صعود السيسي للرئاسة أدى إلى إصلاح العلاقات بين إسرائيل ومصر، وتعزيز التعاون بين الجانبين على عدة أصعدة وعلى رأسها الصعيد الأمني”، لافتة إلى أن “عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها السيسي في سيناء حظيت بردود فعل إيجابية من قبل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، كما أن تدمير أنفاق التهريب من شبه الجزيرة لقطاع غزة رحبت به إسرائيل، وإقامة منطقة عازلة في رفح بهدف فصل علاقات الإرهاب بين الجزء المصري والفلسطيني تم بالتنسيق مع إسرائيل”.
وأوضحت أن “إسرائيل سمحت للسيسي بزيادة عدد القوات في سيناء، بشكل يخالف اتفاقية السلام بين الجانبين”.
وذكرت أن “الواقع الذي نشأ طوال سنوات حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت سيناء فيه بالنسبة لإسرائيل مثل ثقب أسود من الناحية الاستخباراتية وأرض خصبة للإرهاب تغير 180 درجة”، مشيرة إلى أن “صعود تنظيمات تخريبية وعلى رأسها أنصار بيت المقدس التي بايعت داعش، خلق تغييرا وأدى إلى تعزيز التعاون بين القاهرة وتل أبيب”.
وكشفت أن “هذا التعاون وصل إلى ذروته في اتفاق التهدئة الخاص بحرب الجرف الصامد الأخير في غزة؛ فثقة إسرائيل في الرئيس المصري وعدائه لحماس خلق وضعًا كان السيسي فيه هو الذي توصل لوقف النار، وضعًا كانت فيه تل أبيب والقاهرة تقفان في معسكر واحد، بينما حماس ملزمة بالموافقة على الاتفاق حتى ولوكان سيئًا من وجهة نظرها”.
ونقلت الصحيفة عن إيلي أبيدر-الدبلوماسي الإسرائيلي الأسبق- قوله “هناك علاقات استراتيجية بين السيسي و ، لكن يجب أن نتذكر أن السيسي هو رجل وطني مصري، ينظر لمصلحة بلاده قبل أي شيء أخر، إنه أذكى قائد وأكثرهم إثارة للإعجاب بين قيادات العالم العربي خلال الفترة الأخيرة ولابد من الحفاظ على مثل هذا القائد”.
وأضاف: “لابد أن يكون هناك توازن من جانب إسرائيل تجاه مصر؛ أي تشجيع الأخيرة إذا ما قامت بخطوة تخدم المصالح المشتركة مع إسرائيل، والتصادم معها إذا ما اتخذت إجراءات ضد هذه المصالح، مثل تعزيز العلاقات مع قطر”.
وقال إن “إسرائيل اعتمدت على حرب الرئيس المصري ضد الإخوان المسلمين وحماس، كما فرحت بالعداء الذي تفشى بين الدوحة الداعمة لنظام حكم الإخوان وبين القاهرة الجديدة، قاهرة السيسي”.
ولفتت “معاريف” إلى أن “الرئيس المصري يلعب الآن في كل الملاعب، وعلى الرغم من حصوله على 6 مروحيات قتالية من نوع الأباتشي من الولايات المتحدة، إلا أنه يعزز العلاقات مع روسيا، كما أن لقاءه مع رئيس الاستخبارات القطرية فاجأ الجميع وكان مؤشرا على تحسين العلاقات بين القاهرة والدوحة”.
ونقلت عن أبيدر قوله “اعتقد أن السبب وراء التقارب بين مصر وقطر نابع من الوضع السيئ للأخيرة؛ فالقطريون يمرون بضغوط هستيرية، والجهة الوحيدة التي تدعمهم هي البيت الأبيض، وكل الأطراف تعلم انه لولا الدعم الذي تحصل عليه الدوحة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكان وضعها أسوأ، والقطريون يعلمون أن الرئيس الأمريكي القادم سواء كان جمهوريا أم ديمقراطيا فإنه من المتوقع أن يتخذ سياسة مختلفة مع الدوحة ستضر بالأخيرة بشكل مأساوي ودرامي”.
وتابع: “لذلك قطر تحاول تنظيم علاقاتها مع مصر والسعودية، حتى ولو على حساب إيقاف المساعدات والمساهمات الكبيرة التي تقدمها لحركة حماس الفلسطينية، في الوقت الذي تضررت فيه مكانة قطر الدولية بشكل كبير من بداية العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة”.