نقلت مُحللة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، سمدار بيري، عن مصادر أمنيّة وسياسيّة رفيعة في تل أبيب، قولها إنّ التعاون الأمني والتنسيق الاستراتيجي الإسرائيلي يعملان مثلما لم يعملا من قبل أبدًا مع الأردن ومصر وفي أماكن أبعد لا تسمح الرقابة بالكشف عنها، على حدّ تعبيرها.
وأكّدت بيري على أنّ صورة إسرائيل في الوطن العربيّ تبدو من الجانب السياسي سيئة، بينما هي في الجانب الأمني تظهر بأحسن صورة. ونوهّت بيري إلى اهتمام الأنظمة العربية بالانتخابات الإسرائيلية، فهم، على حدّ وصفها، يبتلعون عندهم كل كلمة تنشر عندنا، وأشفق على مستشاري القصور الذين يغرقون في المادة كي يؤشروا منذ الآن للحاكم، حتى في الدول التي ليس لنا علاقات علنية معها، من سيكون رئيس الوزراء القادم. علاوة على ذلك، بينّت بيري أنّ سمعة إسرائيل مهزوزة، فمن محادثات مع محللين ومستشارين كبار في العالم العربي، علمتُ قبل كل شيء أننا نظهر في صورة سيئة.
وأضافت: صحيح أننّا الديمقراطية الوحيدة في الحي، ولكن هذه الديمقراطية مهزوزة. في السياق ذاته، أشار د. عوزي أراد، رئيس المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، شمال تل أبيب، والذي شغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيليّ، ويُعتبر من المُقرّبين جدًا لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أشار إلى أنّ المنطقة تغلي من حولنا، وطالب بضرورة العمل على ما نعتها بالدائرة الأقرب، وتابع قائلاً: إنّه في الوقت الذي تنزف فيه سوريّة، فإنّ الوضع في مصر حساس جدًا، ومن غير المستبعد أنْ يؤدّي إلى تغييرات جذرية جديدة، أما لجهة الأردن، فلا يمكن استبعاد التحول إلى الأسوأ برغم الأمل بأنْ يبقى الوضع الأمني مستقرًا، لكن لا شيء يمنع أن يتحول الأردن إلى ما يشبه الوضع في العراق وسوريّة، على حدّ قوله.
أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فقد أكّد مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق على أنّ الوضع فيها يحمل في طياته إمكانات كبيرة لتردي الوضع الأمني، ويتسّم هذا البلد ببعد اقتصادي بحري، وتحديدًا فيما يتعلّق بحقول النفط والغاز المختلف عليه في عرض البحر المتوسط مع الجانب الإسرائيليّ، كما أنّ الوضع هناك غير واضح، ولا أحد يعلم مسبقًا ما يمكن أن تتجه إليه الأمور، بحسب أراد.
جدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الإسرائيليّ وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان حذّر من تدهور العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وقال ليبرمان، خلال لقاء مغلق مع رجال أعمال إسرائيليين في جامعة تل أبيب، إنّ السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تقضي بإبقاء الوضع القائم قد فشلت. كما أكد على أهمية العلاقات الإسرائيلية الأوروبية، مشيرًا إلى أنّ استمرار الجمود السياسي قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أوروبية على إسرائيل مثلما حدث في الملف الروسيّ الأوكرانيّ، على حدّ تعبيره.
في سياق ذي صلة، دعا مركز أبحاث يُديره د. دوري غولد، كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، دعا الغرب إلى قيادة حرب ضد جماعة الإخوان المسلمين بسبب تصميمها على إقامة دولة الخلافة الإسلامية على أنقاض دول الغرب، على حدّ زعمه. وفي تاسع دراسة أصدرها منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، والتي تتعلق بسبل دعم نظام السيسي، حثّ (مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة)، الدول الغربيّة للوقوف خلف الدول العربيّة التي تشن حربًا ضد جماعة (الإخوان المسلمين)، وتحديدًا في مصر ودول الخليج. وعبّرت الدراسة، التي أعدّها سفير تل أبيب الأسبق في القاهرة، تسفي مازئيل، عن استهجانها لعدم إعلان الولايات المتحدة عن جماعة الإخوان كحركة إرهابيّة، اقتداءً بعدد من الحكومات العربية التي ترى فيها تهديداً لأنظمتها.
وأضاف مازئيل قائلاً في الدراسة التي تمّ نشرها على الموقع الالكترونيّ للمركز إنّه في الوطن العربيّ ينظرون إلى جماعة الإخوان المسلمين كحركة تمثل أم الإسلام السياسي، التي تسعى إلى توظيف الدين من أجل إعادة دولة الخلافة حتى باستخدام العنف، مما جعل هذه الجماعة الأم الشرعية لجميع الحركات الإسلامية الإرهابيّ، على حدّ وصفه.
زهير أندراوس