كشف إسلام يكن الفتى المصري المنضم إلى داعش، لأول مرة تفاصيل انضمامه إلى التنظيم، في عام 2013 حيث نشر قصة انضمامه كاملة على مدونته اليوم السبت، بعنوان قصة “نفير العبد الفقير”.
وقال إن البداية كانت منذ عامين تقريبا عقب التزامه بعدما كان على حد وصفه غريقا في جاهلية، مضيفا أن ذلك كان في الشهور الأولى لعام 2013 وكان في السنة الثالثة بكلية الحقوق بجامعة عين شمس حيث كان التحاقه بالكلية بسبب مكتب التنسيق الذى ينظم دخول الطلاب للكليات الجامعية حسب مجموع درجاتهم وليس بسبب أنه يرغب في دراسة القانون لدرجة أنه لم يكن يعرف بعض المواد إلا قبل الامتحانات فقط حيث كان مشغولا بالعمل كمدرب لياقة بدنية في صالة صغيرة قريبة من منزله.
وأشار إلى أنه في هذا الوقت كانت لديه صحبة متقاربين منه في العمر والفكر ويذهبون سويا لجولات دعوية يتحدثون فيها مع الشباب عن الصلاة والقرآن وغض البصر والاختلاط والتدخين والخمر وكانوا يحضرون دروس فقه وتفسير، مضيفا أنه لم يكن ينتمي هو وأصحابه لأي حزب سياسي أو إسلامي بل كانوا يعملون في الدعوة عن طريق الجولات والخيمات الدعوية والكتيبات والصفحات والمجموعات على فيسبوك.
وأردف قائلا: كانت حياتي كلها عبارة عن التدريب والدعوة والمسجد وحفظ القرآن وفي هذه الفترة أي أوائل 2013 كنا نرى حال المسلمين والإسلام في شتى بقاع الأرض في سوريا وبورما وفلسطين وكل مكان وما حل بهم من ذل واستعباد وضعف ونفكر فطريا بالجهاد والقتال ولكننا لا نعرف كيف هذا، فلم نسمع عنه إلا في القصص والكتب وربما في التلفاز والنت والشيخ أسامة بن لادن.
وواصل: بدأنا نتكلم عن الجهاد الذي كنا نراه حلما وأسطرا في الكتاب وعزة الأمة الإسلامية ونصرة المسلمين وخاصة أن في هذا الوقت كانت سوريا هي الحدث وبدأنا نسمع عن كتائب وجماعات ومجاهدين كما يسمع الجميع عنها وظللنا نتكلم ويكبر معنا هذا الحلم وقرأنا عن فضائل الشام والجهاد وتيقنا أنه لا حل إلا بالجهاد.
ويقول كانت البداية الحقيقية لرحلتي عندما تلقيت مكالمة على هاتفي وكان المتصل هو أحد أقرب الإخوة إلي، كنا نحضر الدروس ونخرج معا في الجولات والمخيمات الدعوية وكنا في هذه الفترة نبحث عن مكان لنفتتح صالة سويا لنا وهذا الأخ كنا نسميه “دنجل”، وقال لي إنه في المطار متوجها الى سوريا وطلب مني الدعاء له.
يقول “كان دنجل هذا ولقبه بعد ذلك ابو القعقاع هو أول مَن حببنا في الجهاد وهو من أشعل الوقود في قلوبنا التي شغفها حب الجهاد وبدأ بنفسه واستجاب لنداء ربه دون أن يلتفت أو ينتظر منا أحد”.
ويضيف بعد المكالمة، مرت الليلة وبعد ذلك ذهبت للشيخ الذي كنت أحفظ عليه القرآن وسألته بعدما انتهيت وقلت له أنا أريد أن أنفر للجهاد لسوريا، ولم أكن أعلم وقتها أي شيء عن الجهاد من الأصل وحتى العقيدة كانت معرفتي بها قليلة جدا فكانت لدي شبهات مثل أمر الأهل وكل هذه الأمور، فبدأ يلتف في إجابته ويقول الجهاد أنواع جهاد الشيطان وجهاد النفس وجهاد أهل البدع وكلام كثير لا علاقة له بما سألت فكنت لا أفقه شيئا ولكن أجادله بالفطرة.
وبعد أيام قليلة من مواقف كثيرة كلمت أخا قريبا لي في مصر وقلت له أريد السفر لسوريا ماذا أفعل؟؟ فقال لي حسنا عندما أراك نتكلم، ومن هنا كانت أول الخطوات العملية في هذا الطريق.
قبل السفر بساعات احتضنت أمي وقبلتها وسلمت عليها وكان آخر لقاء لي بها: وطبعا لم يكونوا على علم بشيء وكنت تركت لهم رسالة في مكان بغرفتي فيها حكم الجهاد وحكم السفر دون علمهم ووصية لهم.
واختتم قصته قائلًا: سافرت وعندما وصلت لتركيا كلمني أخ وقال إنهم وجدوا لي من يدخلني سوريا ودخلت سوريا.