نشرت الطبيبة المصرية، وأستاذة الطب بجامعة جورج واشنطن، ندى المصري، صورا لمحادثات، قالت إنها تلقت فيها تهديدات مباشرة من أحد أعضاء فريق العمل على جهاز علاج فيروس “سي” والإيدز، المعروف إعلاميا بـ”جهاز الكفتة”، والذي طالبها بـ”التعاون معهم وإعلان انضمامها للفريق، أو أنها ستجد بلاغات جاهزة ضدها بالعمالة والخيانة والتحريض ضد الجيش وتلقي تمويل من الخارج”.
ووفقا للرسائل التي نشرتها “المصري” على صفحتها على موقع “فيسبوك”، فإنها تلقت اتصالا هاتفيا من شخص لا تعرفه، رفض الكشف عن هويته، فأغلقت الخط، فتواصل معها من خلال الرسائل على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقال لها: “معاكي العقيد محمد عضو جهاز CCD، ردي عليّ لأن الموضوع يخص مصر”. وفي رسالة لاحقة قال “نحن على علم أنك تعملين في أكبر مستشفيات واشنطن، ومديرها صاحب أكبر معاهد الكبد في أميركا والعالم.. سنقدمك إعلامياً على الفضائيات بأنك اقتنعت بالاختراع وتركت أميركا وسافرت إلى مصر من أجل الانضمام لفريق عمل الجهاز.. وبعدها بفترة نعتذر للناس ونقول لهم إن الاختراع لا يزال في حاجة إلى سنتين إضافيتين لتطويره”.
ردت “المصري” على الرسالة السابقة “يا فندم هذا كذب وغش للناس ومستحيل أشارك في ذلك”، فجاءها الرد “مصر مستهدفة.. وعلشان مصر وأمنها القومي والشكل العام لجيش بلدك أمام العالم، ممكن نعمل المستحيل، وفي حالة الحرب الكذب ليس حرام”.
“أنا فعلا لا أجد ردا مناسبا”، قالت المصري، ليباغتها عقيد الجيش “فيه خبر هيخليكي تردي غصب عنك، يخص سالي إسحاق وأحمد السيد اللذين تواصلا معك بخصوص الشكوى لمنظمة الصحة العالمية، المكالمة مسجلة بالكامل”، فردت “هؤلاء يحبون بلدهم ويحاربون الجهل.. ولكن كيف وصلت لكل هذه التفاصيل”. فرد “هم فعلا يحبون بلدهم، والدليل على ذلك المحضر المقدم ضدك والذي يتهمك بالعمالة لصالح أميركا والخيانة لبلدك والتحريض ضد الجيش والتمويل الأجنبي، ومحاولة إثارة الفتن، والشروع في تجنيد خلايا لدول أجنبية.. وقضايا ثانية. أما بالنسبة لحصولي على هذه التفاصيل، فلا شأن لك. والخلاصة؛ أمامك حل من اثنين، إما الموافقة على العرض والوقوف بجانب بلدك، أو سنستكمل باقي الإجراءات القانونية ضدك”.
ردت المصري “ولو رفضت كلام حضرتك”، فأجاب “مستحيل هترفضي، كان غيرك أقوى ومسنود من جهات صهيونية وسمعوا كلامنا، لأنهم خافوا على حياتهم وحياة أهلهم، ولو فاكره وجودك في واشنطن هيحميكي؛ غلطانة. كل تحركاتك سواء للجامعة أو المستشفى أو المكتبة لدينا تفاصيلها، وحتى الآن نتعامل معك بطريقة ليست طريقتنا”، فردت “يعني حضرتك بتهددني”، فأجاب “أنا بوضّحلك الصورة، لأنك أكيد هتخافي على والدك بعد هذا العمر من اتهامه في قضية مخدرات أو سلاح، وعلى أختك المنتقبة التي تعمل نائبة رئيسة بنك، من اتهامها بالإرهاب وسجنها ومعاملتها كما تعامل فتيات الإخوان في السجون، وهتخافي على أختك الدكتورة من فصلها من نقابة الأطباء هي وزوجها بعد قضية تجارة في الأعضاء البشرية، وبالنسبة لمربية الأجيال، فكفاية عليها حرقة قلبها، ومعاكي 24 ساعة وتردي عليّ”، قاصداً والدتها.
جاء رد الطبية على جملة التهديدات “نحن لا نعيش في غابة”، لتفاجأ من جديد برد عقيد الجيش “إنتي ما زلت صغيرة، فلا تضيعي مستقبلك ومستقبل أهلك وحياتهم، وسأتركك يومين إضافيين للتفكير، ولكن أذكرك بسفرك إلى غزة عند الإرهابيين من 4 أشهر، وهذه وحدها يمكن تفصيل 7 قضايا منها، واتهامات بالخيانة والتخابر، وعلشان مصر ممكن نضحي بأي حد بمليون طريقة علشان الأمن القومي”.
أخيراً.. كتبت الطبيبة ندى المصري، معلقة على الحوار الطويل الذي دار بينها وبين عضو فريق الجيش لـ”جهاز الكفتة” قائلة: “كنت على يقين بأني مراقبة من سلطات الأمن المصرية، ولكن لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى حد التجسس، ولست أدري ما هو الدور الحقيقي للسفارة، هل للحماية أم للتجسس ونقل الأخبار؟ وأتساءل: هل من أجل الوطن يتم خداع الشعوب والاستخفاف بعقولهم باختراعات وهمية؟ هل من أجل الوطن يتم استباحة دماء وأعراض وحياة الشعوب بدون ثمن؟ هل من أجل الوطن يتم تهديدي وترويع الموطنين لمحاولتهم محاربة الجهل؟ فوالله ما هو بوطن، ولكنها أنفسكم، وإن كان هذا وطنكم، فتعسا لكم ولأوطانكم، أما وطني الذي أعرفه فهو أحب إليّ من روحي ولا يصلحه إلا العلم.. حتما سأعود به يوما إن كُتبت لي الحياة، فشتان بين وطني وأوطانكم، وسيعلمون غدا من الكذاب الأشر”، واختتمت حديثها بالدعاء “اللهم لا تجعل مصيبتي في أهلي، فهم أحب إليّ من نفسي”.
ورغم عدم وجود تأكيد لحقيقة الطرف الآخر في المحادثات التي نشرتها الطبيبة على صفحتها، إلا أن مكانة الطبيبة وتخصصها العلمي في الجامعات والمستشفيات الأميركية يثير التساؤلات حول الهدف من وراء توجيه هذا التهديد لها، في ظل ارتباك الموقف الرسمي في مصر من جهاز “سي فاست”، والذي تم تأجيل موعد تشغيله لعلاج المواطنين المرضى مرتين، تنتهي مهلة الأخيرة منهما خلال أيام قليلة.
وقد صرحت الطبيبة، عبر صفحتها، بأنها لن تدلي بأية تصريحات إعلامية إلا إذا كانت عبر التلفزيون الوطني المصري، وفي حوار مباشر مع أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن الجهاز “الاختراع”.
العربي الجديد