تداول نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للموقع الإلكتروني الخاص بمراجعة اللوائح الانتخابية التابع لوزارة الداخلية المغربية، بمجرد إطلاقه بداية الأسبوع الجاري، يقترح فيها على الراغبين في التسجيل باللوائح الانتخابية العامة عبر الانترنت عددًا من المهن من بينها مهنة “صاحب الجلالة ملك المغرب”، مما أثار الكثير من التعليقات والتغريدات الساخرة.
وتظهر الصورة التي تم تداولها على صعيد واسع، الموقع الإلكتروني، الذي أطلقته وزارة الداخلية المغربية في إطار حثها للمواطنين على التسجيل في اللوائح الانتخابية، قائمة من المهن المقترحة على المواطنين الراغبين في تسجيل بياناتهم الشخصية ومن بين هذه المهن مهنة “صاحب الجلالة ملك المغرب”.
وسارعت وزارة الداخلية المغربية فور انتشار الصورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعديل قائمة المهن، وإزالة مهنة “صاحب الجلالة ملك المغرب” من القائمة، من دون أن تعلق على الواقعة بشكل مباشر.
وسخر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي” الفيس بوك” و”تويتر” من وزارة الداخلية المغربية، حيث قال أحدهم: “وزارة الداخلية تمنح فرصة لعامة الشعب المغربي للجلوس على العرش ولو افتراضيا..”.
وقال آخر: “مهنة الملك ليس من المهن التي يمكن للمغاربة الوصول إليها، إلا أن موقع اللوائح الانتخابية العامة يمنحها للجميع″.
وفي حديث للأناضول، قالت هند السباعي الإدريسي، الصحفية والخبيرة في الإعلام الاجتماعي، إنه “من الواضح أن مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب لم تعد فقط تستعمل للترفيه والتعارف بين مستخدميها بالمغرب، بل أضحت من بين الوسائل المهمة للتعبير عن الآراء في قضايا اجتماعية وسياسية”.
ومضت قائلة إن “أصوات هؤلاء المستخدمين أو النشطاء تكون مؤثرة في كثير من الأحيان، وأصبح العديد من المسؤولين المغاربة يأخذونها بعين الاعتبار حتى لو لم يصرحوا بذلك بشكل مباشر”.
وأوضحت الإدريسي أنه “بمجرد انتشار صورة للموقع الإلكتروني الخاص بمراجعة اللوائح الانتخابية التابع لوزارة الداخلية المغربية والتي يقترح فيها الموقع على الراغبين في التسجيل باللوائح الانتخابية العامة عبر الإنترنت عددًا من المهن من بينها مهنة صاحب الجلالة ملك المغرب، حتى سارع العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تغريداتهم وتعليقاتهم الساخرة ما جعل المسؤولون عن الموقع يسارعون لتصحيح الخطأ، وحذف هذه المهنة التي يمتهنها شخص واحد في المغرب وهو محمد السادس عاهل المغرب، مباشرة بعد ذلك”.
وذكرت الإدريسي بما بات يعرف بـ”فضيحة” أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط الأخيرة التي لازالت تثير الكثير من الجدل بين النشطاء والسياسيين المغاربة.
وعانى لاعبو فريقي كروز أزول المكسيكي وويسترن سيدني الأسترالي، خلال مباراتهما في مونديال الأندية الشهر الجاري من سوء أرضية الملعب بسبب سقوط الأمطار بغزارة، وعدم وجود منافذ لتسريب الأمطار، مما أثر بالسلب على أداء اللاعبين داخل الملعب.
ونقلت قنوات رياضية عالمية مشاهد لسحب المياه التي غمرت ملعب الأمير مولاي عبد الله بأدوات “بدائية”، ما أثار موجة من السخط العارم في الأوساط الرياضية والسياسية وعموم المجتمع المغربي، الذين اعتبروا الأمر “إهانة” لبلادهم، وسبب إحراجا كبيرا لهم.
ووصف رواد المواقع الاجتماعية حالة أرضية مجمع الأمير مولاي عبد الله بـ “الفضيحة المدوية”، وإثر ذلك قلبت الأمور رأسا على عقب في وزارة محمد أوزين الذي أصبح منصبه معلقًا بنتائج التحقيق بعد توقيفه من جانب الملك محمد السادس.
والاثنين الماضي، أطلقت وزارة الداخلية حملة وطنية تدعو فيها المواطنين المغاربة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية، وكذا التشطيب على الأسماء الملغاة بسبب تغيير أماكن إقامتهم أو وفاتهم، وتستمر الفترة المخصصة لتحديث اللوائح الانتخابية حتى 19 فبراير/شباط من العام المقبل.
وحاولت الوزارة تقديم تسهيلات لتشجيع المغاربة على التسجيل، وذلك عبر اعتماد الصيغة الإلكترونية، حيث أنشأت موقعا إلكترونيا رسميا لاستقبال طلبات التسجيل.
الرباط / فؤاد وكاد / الأناضول