قالت الكاتبة المثيرة للجدل نوال السعداوي إن كلمة “عبقرية ” مؤنثة، وكلمة “العقل” مذكّر، لأن العبقرية تكسر قيود العقل الظاهر والباطن، وتكسر المحرمات والشرائع والقوانين الذكورية المفروضة بالقوة منذ نشوء العبودية.
وأشارت السعداوي في مقالها اليوم بالأهرام “من يذكر زينب فواز وأروى صالح؟” إلى أن تحرير اللغة جزء من تحرير العقل، موضحة أن المساواة بين الرجل والمرأة واحترامها جزء لا يتجزأ من حضارتنا المصرية ،وليست فكرة أجنبية مستوردة منذ عام 2011.
وأضافت السعداوي كان المدرس يقول “العقل من صفات الذكورة والأنثى ناقصة عقل”، لكن أمي كانت تقول “الإلهة إزيس كانت إلهة الحكمة، وحواء كانت إلهة المعرفة، لأنها أول من قطف ثمرة المعرفة”.
وتابعت السعداوي: “في مفكرتي الطفولية تساءلت: هل العقل صفة ذكورية والحكمة والمعرفة صفة أنثوية؟ ثم كبرت وأدركت زيف الثنائيات: ذكورة / أنوثة، عقل / جسد، سماء / أرض، ملاك/ شيطان، مادي / روحي، أبيض / أسود، حاكم / محكوم، سيد / عبد”.
وذهبت السعداوي إلى أن الخداع أشد أنواع العنف، لأنه غير مرئي، مشيرة إلى أنه لا أحد يتقن الخداع كالمتخصصين في مهنة الكلام والكتابة والصحافة والسياسة ونقاد الأدب.
وتابعت السعداوي: “وجوههم مكررة، وأسماؤهم مقررة في وزارات الثقافة والإعلام.. الدائرة الصغيرة المغلقة على أنفسهم وأولادهم وأحفادهم، يتشكلون كالعجين، يؤمنون بالفرد الواحد كالإله الأوحد، في السياسة والثورة سعد زغلول، وفي الفلسفة والفكر زكي نجيب محمود، وفي الصحافة والإعلام محمد حسنين هيكل، وفي الأدب والإبداع نجيب محفوظ، وفي تحرير المرأة قاسم أمين.. حول رئيس الدولة يتسابقون في كل عهد”.
واختتمت السعداوي مقالها متسائلة: “هل نذكر الكاتبة المبدعة أروى صالح التي انتحرت وهي شابة؟ هل نذكر الكاتبة الرائدة زينب فواز التي سبقت قاسم أمين في تحرير المرأة المصرية؟”.