المزيد من الإحراج لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وهذه المرة وثيقة سرّية لجهاز وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تُسرّب إلى الشبكة وتصل إلى موقع ويكيليكس. ترشد الوثيقة – المكوّنة من جزئين – عملاء جهاز الاستخبارات كيف يتجنّبون الانكشاف في المطارات، بواسطة سلوك يبدو طبيعيا قدر الإمكان.
الجزء الأول من الوثيقة هو من شهر أيلول عام 2011، وهو ينصح العملاء السرّيين كيف يتصرّفون عندما يشكّ المفتّشون بهم ويجرون لهم تفتيشا واستجوابا دقيقَين بشكل خاصّ، ممّا يمكن أن يكشف عن هويّتهم.
على سبيل المثال لا الحصر، كُتب للعملاء أنّه في غالبية المطارات في العالم، ليس لدى رجال الأمن “الوقت والأدوات” الكافيَين للاستثمار والتفكير أكثر من اللازم في التفتيش الأولي وأنّه في مطار سخيبول بأمستردام، على سبيل المثال، ينبغي أن يستغرق مثل هذا التفتيش حتى 10 ثوان. المطار الوحيد الذي يُشار إليه باسمه باعتباره استثنائيا في التفتيش الأولي هو مطار بن غوريون.
هناك جانب إسرائيلي آخر بشأن التفتيش الأمني، يأتي من إجراءات تحديد الهوية والتي طُبّقتْ في إسرائيل في العام 2004 من قبل شركة ICTS وتساعد في التعرّف على العلامات المشبوهة. “تستخدم المطارات الأجنبية كاميرات وضباط سريّين من أجل التعرّف على المسافرين الذين يعرضون سلوكيات عصبية بشكل غير طبيعي، مثل ارتعاش الأيدي، التنفّس السريع دون سبّب خاص، التعرّق البارد، وجه أحمر أو تجنّب النظر المباشر”، كما كُتب هناك، “كل ذلك قد يظهر على المسافر أو مرافقيه. بالإضافة إلى ذلك، عليكم الانتباه بألا تبدو وكأنكم تُخفون معلومات أو تكذبون.
“هناك إشارات أخرى مشتبهة وهي عدم الإلمام بتفاصيل جواز السفر مثل السفريات السابقة والبيانات الذاتية، الطوابع أو تأشيرات الدخول من دول تدعم الإرهاب، عدم القدرة على التحدّث بلغة الدولة التي أُصدِر فيها جواز السفر، تذكرة طيران غير عادية، طريقة دفع استثنائية مع الأخذ بعين الاعتبار الدولة التي صدرت بها، وحتى شراء أو إجراء تغيير في التذكرة في الـ 24 ساعة التي سبقت الطيران”.
حتى في الأمتعة التي يأخذها المسافرون معهم هناك علامات مشبوهة، وفقا للإجراءات المتبعة من قبل الشركة الإسرائيلية. “انتبهوا إذا كانت الحقيبة أو محتوياتها ملائمة لمظهر المسافر، وظيفته أو القسم الذي يجلس فيه، أو إذا كانت كمية الأمتعة غير معقولة بالنظر إلى تفاصيل الرحلة”.
في نهاية الوثيقة، تأتي تعليمات للعملاء في حال تمّ احتجازهم لإجراء تفتيش آخر. “الحفاظ على غطاء من السرية بشكل مستقرّ، والذي تمّ التمرّن عليه بشكل جيّد، وهو مهم للوقاية من التفتيش الثاني والحاسم في مواجهة تفتيش كهذا”، يتمّ تذكير العملاء، “وينبغي على المسافرين التأكد من أنهم يعرفون كل التفاصيل التقنية التي يمكن فحصها من قبل رجال الأمن. “يُتوقع منكم أن تظهروا درجة معيّنة من التوتر، ولكن الأنماط المتكررة من الخداع يمكنها أن تؤدي إلى استطالة الإجراء. ووفقا لخبير في المجال، فالأشخاص المخادعون:
• يسمحون للكثير من الوقت بالمرور بين السؤال الذي يُطرح عليهم وحتى تقديم إجابتهم، أو يستخدمون أصوات المماطلة مثل “آه” أو “إم”.
• يُظهرون سلوكا نفسيّا مثل البلع، عضّ شفتيهم، تنفس عميق، لمس متكرر للملابس من أجل ترتيبها، إزالة الوبر منها، أو تعرّق مفرط.
• يدمجون في الجمل كلمات وعبارات مثل “بشكل عام”، “عادةَ”، “أحيانا”، “ربّما”، وكذلك “في الواقع”، “لنكن صادقين” و “أقسم بالله”.