3سيناريوهات تفسر قرار قائد الانقلاب “عبدالفتاح السيسي”، بـ”إعفاء” رئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء “محمد فريد التهامي”، من منصبه، وتكليف نائبه الأول، اللواء “خالد فوزي” بمهامه، وتعيين “محمد طارق عبدالغني” نائباً له.
التقارير الإعلامية في حالة تضارب حول أسباب ما وصفته بـ”القرار المفاجئ” للسيسي، وما إذا كان القرار يعني “إقالة” رئيس جهاز المخابرات، أم أنه مجرد “إنهاء خدمته” لأسباب صحية.
الإقالة لأسباب صحية قرار مستبعد؛ حيث كان “التهامي” في رحلة عمل للمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، والتقى فيها بولي العهد الأمير “سلمان” ووزير الدفاع ومدير المخابرات.
إعلان الخبر لم يتم بشكل رسمي، بل جرى عبر تسريبات من مصادر إعلامية وعسكرية لصحف وقنوات بثت الخبر مساء أمس السبت، قبل أن يصدر أي إعلان رسمي من رئاسة الجمهورية، ما يعني أن القرار يحمل نكهة الإقالة وليس الإعفاء لأسباب صحية كما رددت مصادر قريبة من الأجهزة السيادية.
قرار الإقالة لرئيس جهاز المخابرات، جاء وفق السيناريو الأول بسبب “التسريبات الأخيرة”، التي خرجت من مكتب “السيسي”، عندما كان وزيراً للدفاع، بشأن “تزوير” وثائق تتعلق بمكان وجود الرئيس “محمد مرسي”، بعد أيام على عزله.
وتضمنت التسريبات تسجيلا للواء” ممدوح شاهين” عضو المجلس العسكري ومساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية، وفى أحدها يتحدث مع اللواء” أسامة الجندي” قائد القوات البحرية وفى أخرى مع اللواء” محمود حجازي” رئيس أركان حرب القوات المسلحة حاليا ورئيس المخابرات العسكرية سابقا، وحديث ثالث له مع اللواء “عباس كامل” مدير مكتب “السيسى” في رئاسة الجمهورية وقبلها في وزارة الدفاع.
وبحسب المتحاورين في التسجيل فإن الموقف القانوني لقضية التخابر المتهم فيها “مرسي” كان مهدداً بالبطلان ما لم يتم إتهام النيابة بأن مكان احتجاز “مرسي” تابع لوزارة الداخلية وليس ضمن قاعدة عسكرية، وفي حال عدم القيام بهذه الإجراءات فإن قضية التخابر وقضية الاتحادية (حتبوظ).
السيناريو الثاني، والذي يكتسب أيضا إحتمالية كبيرة، أن الرياض أبدت عدم رضاها بشأن مواقف وتوجهات رئيس المخابرات العامة، والذي زارها الأسبوع الماضي للتباحث مع مدير مخابرات المملكة حول عدد من الملفات، حيث يقود “التهامي” جناح التصعيد ضد الإخوان وقطر، وهو ملف تأمل الممكلة في غلقه سريعا، بل وتعد لقمة مرتقبة في الرياض تجمع بين “السيسي” و”تميم”، بحسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط.
والتقى “السيسي”، أمس السبت، الشيخ” محمد بن عبد الرحمان” آل ثاني، المبعوث الخاص للشيخ “تميم بن محمد” آل ثاني في خطوة جديدة لإعادة الدفء للعلاقات المصرية القطرية.
ويعد اللقاء خطوة جديدة في التقارب بين” مصر” و”قطر” في إطار تنفيذ المبادرة التي طرحها العاهل السعودي الملك “عبد الله بن عبد العزيز” لدعم التوافق بين الإدارتين المصرية والقطرية.
وربما – حسب السيناريو الثالث المطروح- أنه بإقالة “التهامي” يكون “السيسي” قد بدأ في الثورة على نظام “مبارك” كما نصحه الكاتب المخضرم “محمد حسنين هيكل”، حتى يستطيع تثبيت أركانه في الحكم.
الإعلامية” نادية أبو المجد” علقت على إقالة” محمد فريد تهامي” اليوم بقولها:”التخلص من رئيس المخابرات العامة اللواء “التهامي” اليوم، وكان “مرسي” قد أقاله وأعاده “السيسي”، ربما يكون ثورة من “السيسي “ضد النظام كما نصحه هيكل”.
إقالة “التهامي” ربما تكون مقدمة لإقالات أخرى، أو ترتيبات ما لإعادة صياغة المشهد على الساحة المصرية، وهو ما ستميط عنه اللثام الأيام المقبلة.
رصد