فكرة اختراق ما يسمى (الدولة الإسلامية) والمعروفة إعلاميا باسم “داعش” للأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية أصاب الحكومات والأسر الحاكمة في الخليج بالهلع حتى باتت كل صيحة يحسبونها عليهم وأن كل ريبة تفسر بالشك ضدهم.
ومن جانبهم أكد خبراء ومراقبون كويتيون أن السلطات الكويتية باتت تتعامل بحذر شديد خلال الآونة الأخيرة مع أجهزتها الأمنية، وقامت بفصل عدد من العسكريين وأوقفت تمديد بعض القيادات الأمنية على غير العادة وذلك بسبب تخوفها من اختراق ما يسمى (الدولة الإسلامية) والمعروفة إعلاميا باسم “داعش” لها وانتشار الأفكار الجهادية وسط الأجهزة الأمنية بالكويت.
وبحسب المراقبين فإن ما يعزز تلك المخاوف لدى السلطات الكويتة هو عجز الضربات المتتالية التي يقودها التحالف الدولي بقيادة أمريكا وتشارك فيه الكويت في وقف تمدد الدولة الإسلامية، خاصة في الجارة “العراق” والتي تسيطر الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة منها.
وكانت مصادر أمنية بوزارة الداخلية الكويتية، قد أكدت في وقت سابق قيام الوزارة بفصل وتسريح عدد من الكوادر العسكرية بها بلغ عددهم إلى 10 عسكريين بعدما تم الاشتباه في علاقتهم بالدولة الإسلامية “داعش”.
من جانبه أكد الدكتور حمد المطر عضو الحركة الدستورية الإسلامية في مجلس فبراير 2012، اليوم عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر” ان وزارة الداخلية “تنحر” قيادييها قسراً بعد عدم وضوحهم في التمديد للقياديين بعد أن استمرت لسنوات تمدد دون استراتيجية واضحة وكأنها “متعمدة”!
فصل عشرة عسكريين لعلاقتهم بالدولة
وبحسب مصدر أمني في الكويت فإن الأجهزة الأمنية تتابع عن كثب في الفترة الأخيرة عملية غياب المنتسبين إليها، واحتمال مغادرتهم للقتال في سوريا والعراق، مؤكدا أن الداخلية الكويتية سرَّحت حتى الآن نحو 10 عسكريين، معظمهم متهمون بالمشاركة في القتال مع الدولة الإسلامية في العراق، أو أنهم تغيبوا عن العمل بدون عذر.
وأكد المصدر ان عمليات المتابعة تمتد إلى كل مواطن ومقيم يظهر تردده على العراق وسوريا، وأن هؤلاء يخضعون للتحقيق فور عودتهم إلى البلاد، مشيرة إلى تعاون الكويت مع دول الخليج ودول عربية، لرصد تحركات بعض المواطنين المشتبه بهم، وكذلك المقيمون بها.
وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن جهاز أمن الدولة يضع العناصر المنتمية لــ”الدولة الإسلامية ــ داعش” تحت الرقابة الشديدة، وخصوصاً من شاركوا بعمليات عسكرية في سوريا والعراق.
وأكدت المصادر أن جهاز أمن الدولة اعتقل عددا ممن يتهمون بالانتماء إلى “الدولة الإسلامية ـ داعش” من بينهم عسكريون ومدنيون، وحتى الوافدين المقيمين في البلاد، وأخضعهم لتحقيقات مكثفة، وأحال كل من ثبت تورطه الى النيابة العامة، وذلك بحسب زعمه.
وأشارت المصادر إلى أن هناك عملية رصد للعناصر المتواجدة حالياً في سوريا والعراق، والتي تشير التحريات الى تورطهم في القتال مع “داعش” مؤكدا أنه سيتم اعتقالهم فور وصولهم المطار الدولي.
وأوضحت أن 10 عسكريين في وزارة الداخلية سرحوا من الخدمة منذ بداية العام الجاري 2014 وحتى نهاية الأسبوع الماضي، حيث تبين ان بعضهم تورط بالمشاركة في عمليات عسكرية في سوريا والعراق، مع “الدولة الإسلامية” وآخرين انقطعوا عن العمل لأكثر من شهرين، وبعضهم استغلوا سلطاتهم بشكل يسيء الى سمعة الجهاز الأمني.
وكشفت المصادر عن خلل يستلزم التحرك العاجل لعلاجه، معترفاً بأن نحو 120 ضابطاً وفرداً ومهنياً هربوا من مقار عملهم، فيما بلغت مخالفات إجراءات العمل التي ارتكبها منتسبو الوزارة حوالي 400 مخالفة في 11 شهراً.
وأعلنت المصادر عن استراتيجية كويتية شاملة لتحديث المخافر وسد النقص في بعض قطاعات الشطرة وإعداد رجل أمن عصري، مشددا على أهمية الانتشار الأمني في أماكن التجمعات والأماكن الترفيهية التي تشهد كثافة بشرية ومناطق سكنية مزدحمة، لمراقبة كل مايجرى في أروقة الكويت، بحسب زعم المصدر الأمني.
شؤون خليجية