سيُفاجأ الكثيرون من اكتشاف أنه ما لا يقلّ عن 2% من سكان دبي هم عاهرات. في ظلّ غياب الشرطة الدينية وحالة اللامبالاة العامة المفاجئة، تزدهر هذه المهنة في مدن مختلفة في الخليج العربي
عندما يفكر الإسرائيلي أو الغربي في دول الخليج، يتخيّل في نفسه بالتأكيد المزج الغريب بين الصحراء، البدو والحجاب. ومما يجد الكثيرون صعوبة في رؤيته هو أنّ المنطقة عبارة عن موطن للثروة، الازدهار والمناطق الحضرية الحديثة. في الواقع، فإنّ مدنا مثل دبي وأبو ظبي تشبه لاس فيغاس – ساحة اللعب المشبعة باللذة لدى الأغنياء – أكثر ممّا يظنّ معظمنا.
وتماما مثل “مدينة الخطيئة” في الولايات المتحدة، تقدّم دبي وفرة من التجارب التي لا يمكن نسيانها. مقابل الثمن الصحيح، يمكنكم أن تتمتعوا من المدينة تقريبا بأية طريقة تريدون. ولذلك، فلا ينبغي أن نتفاجأ بأنّه في مدينة مزدحمة كهذه، لا تزال المهنة الأقدم في العالم حيّة ومنتشرة: الدعارة تزدهر في الخليج وليس من الصعب العثور عليها. يتجوّل القوادون حول حانات الفنادق ذات الخمس نجوم وتحاول العاهرات اصطياد الزبائن في الأزقة.
“قد يصدم ذلك الناس في الغرب بل والمسلمين الذين تخيّلوا أنّ الإمارات أكثر شبها بجارتها السعودية”، كما يقول الصحفي جون ميليغتون الذي يعمل من دبي. في السعودية، هناك وحدة خاصة من الشرطة الدينية تتبع النشاطات من هذا النوع وتحاول القضاء عليها. في دبي، في المقابل، ليست هناك وحدة كهذه وتجارة الجنس مستمرة في محطات الحافلات، الأزقة، الفنادق والحانات.
وفرة العاهرات والزبائن تطرح عدّة أسئلة. بعد كل شيء، ما زالت دبي تقع تحت قانون إسلامي. يُحظر في الإمارات على الأزواج أن يقبّلا بعضهما البعض في الأماكن العامة، ولكن آلاف العاهرات اللواتي قدمنَ من دول أخرى يقمنَ بأعمالهنّ دون صعوبة تقريبا. ذكر الصحفي ويليام باتلر في موقع “Free Arabs” تقديره بأنّ عدد العاهرات في دبي يبلغ نحو 30,000 – أي نحو 2% من مجموع سكان المدينة. رغم أنّ هذه المهنة قائمة تقريبا في كل مدينة في العالم، فهذه درجة مفاجئة من القبول الوطني.
ولكن رغم القبول اللامبالي على ما يبدو للدعارة المتفشية في الإمارات، بدأ بعض المواطنين في الحديث ضدّ هذه الظاهرة. تُلقى معظم الاتهامات على وجود هذا السوق على أكتاف الغربيين والأجانب الذين يعيشون في دول الخليج. يعتقد الصحفي عقيل تبري من الإمارات العربية المتحدة بأنّه فيما لو لم يتخذ المسؤولون خطوات شجاعة، فإنّ الثمن الاجتماعي لهذه الظاهرة سيكون أكبر من كل ربح اقتصادي ينتج عنها.
وقد كُشف هذا العام عن قضية مزعجة في دبي، وذلك عندما أجبر والدان ابنتهما البالغة من العمر 16 عاما على العمل في الدعارة وقاما ببيعها لرجل أعمال. “باع والدي عذريتي لأنّه أراد أن يساعد أسرتنا في الخروج من الفقر. أجبرني هو وأمي على العمل في الدعارة”، كما تقول الشابة، كما نُشر في موقع “جولف نيوز”. أُرسِل والداها للسجن بعد اكتشاف القضية. وبالمناسبة، فالإمارات ليست هي المكان الوحيد الذي يزوره المسلمون من أجل تجارب من هذا النوع. بالنسبة للشبان الأقل تديّنا في السعودية، فإنّ البحرين القريبة هي مكان آخر يقدّم مجموعة متنوعة من المتع.
موقع ميدل نيوز