كشفت العاصمة الإيرانية طهران عن بنائها نصبا تذكاريا خاصا بيهود إيران، الذين قُتلوا في الحرب العراقية الإيرانية التي جرت بين عاميّ 1980 – 1988.
ووفقا للصور التي نشرت في وكالة «إيرنا»، فقد أقيم النصب داخل مقبرة اليهود في طهران والتي دُفن فيها قتلى المعارك، وظهر رجال الدين اليهودي ومعهم بعض الإيرانيون وهم يضعون إكليلا من الزهور على قبر القتلى، وكُتب على النصب التذكاري كلمات عبرية وهي «شالوم عولام» والتي تعني السلام للعالم.
وشارك في الحفل الذي أقيم خصيصا لتدشين النصب التذكاري، رئيس الطائفة اليهودية في إيران وعدد من القيادات اليهودية الدينية في طهران، أبرزهم نائب اليهود في البرلمان الإيراني، «سيامك مره صدق»، كما شارك عدد من المسؤولين الإيرانيين على رأسهم، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون الأقليات والطوائف، علي يونسي، والنائب الأول لرئيس مجلس الشورى الإيراني، «محمد حسن أبو ترابي».
من جانبه، أشاد «أبو ترابي»، بالجالية اليهودية بطهران نظرا لإدانتها السلوك الذي وصفه بـ«العنيف وغير الإنساني» الذي يتبعه وينتهجه رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في تعامله مع دولة إيران.
ووصف مسؤول إيراني رفيع المستوى أن الدولة تسعي لخلق علاقات جيدة بين الجالية اليهودية في الجمهورية الإسلامية، والحكومة.
وبحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، فإن طهران تقدم بذلك أكبر دليل على رغبتها في توثيق العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من التقارير التي تظهر مدى العداوة والتوتر في العلاقات بين إيران وإسرائيل.
وتعتبر الجالية اليهودية الإيرانية من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، وقد تم تأسيسها قرابة القرن الـخامس قبل الميلاد. ووفقا للتقاليد اليهودية، فقد تأسست مدينة أصفهان من قبل اليهود المنفيين، ووفقا للتقديرات، يعيش في إيران اليوم نحو 8.700 يهودي. بالإضافة إلى ذلك، هناك جاليات إسلامية وبهائية معروفة بكونها من أسلاف اليهود الفُرس الذين بدّلوا دينهم.
ومنذ إقامة دولة الإحتلال، وخاصة منذ الثورة الإسلامية عام 1979 ترك إيران عشرات الآلاف من اليهود. وتعيش اليوم في (إسرائيل) جالية من عشرات آلاف اليهود الفُرس، وفي الولايات المتحدة أيضًا هناك تجمّعان كبيران للجاليات اليهودية الفارسية، تحديدًا في منطقتي نيويورك ولوس أنجلوس.