لن يستمتع الأميركيون بمشاهدة فيلم كوميدي لم يتخيل مخرجه ايفان غولدبرغ أنه سيتحول إلى كابوس مرعب أبطاله قراصنة مجهولون أطلقوا على أنفسهم “حراس السلام”.
وأزالت دور السينما ملصقات فيلم “المقابلة” امتثالا لقرار شركة “سوني بيكتشرز” التي أنتجته، وتحرك نجوم هوليود لانتقاد الخطوة رغم التهديدات التي أطلقها القراصنة باستهداف دور العرض التي ستتحداها وتعرض الفيلم أمام الجمهور.
وانتقد الممثلون بن ستيلر وستيفن كاريل وروب لوي والمخرج جود أباتو ومقدم البرامج التلفزيوني الأميركي جيمي كاميل الذين تجمعهم صداقة وطيدة بنجمي الفيلم سيث روجين وجيمس برانكو قرار شركة سوني ودور العرض السينمائية إلغاء الفيلم.
تورط بيونغ يانغ
وذكرت شبكة “إن بى سي” التلفزيونية الأميركية نقلا عن مصدر في الحكومة الأميركية قوله “إن عملية القرصنة تمت خارج كوريا الشمالية غير أنه يعتقد أن الأشخاص الذين كانوا وراء العملية نفذوها بناء على أوامر منها، مشيرا إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي عثر على أدلة تشير إلى وجود علاقة لبيونغ يانغ بالعملية””، ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وألغت سوني عرض الفيلم الذي كان مقررا في 25 كانون الأول/ديسمبر عدما قررت دور السينما إرجاء العروض بسبب تهديدات من قراصنة مجهولين.
ولجأت سوني إلى خدمات شركة Mandiantالخاصة بالأمن المعلوماتي للإشراف على عمليات التحقيق حسب ما نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية. وأكد مسؤول من تلك الشركة أن الهجوم الذي نسقه القراصنة كان فائق الدقة وعالي التنظيم نفذوه كأنه جريمة كاملة دون ترك أي أثر لتعقبهم.
وينكب مكتب التحقيقات الفيدرالي وخبراء معلوماتيون على تتبع هوية حراس السلام، وتكشف الفرضيات عن احتمال وضعهم لبرمجيات خبيثة لم تفطن إليها فرق الأمن الرقمي في سوني بيكتشرز، ما شل الولوج إلى أنظمة التشغيل الداخلية بعد سرقة عدد مهم من البيانات السرية.
وتحرك حراس السلام لأول مرة في 24 تشرين الثاني/نوفمبر بعد ظهور رسالة على حواسيب شركة سوني تهدد بنشر بيانات بالغة السرية إذا لم “تتم الاستجابة لطلبهم”. ولم يحدد القراصنة بعد ذلك ما يسعون للحصول عليه رغم ما تردد عن عزمهم وقف عرض فيلم المقابلة.
ويتناول الفيلم قصة مقدم برامج تلفزيوني بائس ومخرج يسجلان مقابلة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وتقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتجنيدهما لاغتياله.
وصنفت قناة “إن.بي.سي” أبرز الأفلام التي أثارت غضب كوريا الشمالية ودول أخرى بسبب معالجتها لأوضاعها السياسية بشكل اعتبرته “مستفزا”:
بورات
بوراتبورات
اختار الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين تقمص دور صحفي فقير يدعى بورات ساجداييف، غادر بلده كازاخستان نحو الولايات المتحدة الأميركية ليتعلم ثقافتها ويتعرف على نمط العيش بها. وأثار هذا الفيلم التسجيلي الساخر الذي عرض عام 2006 غضب وزير الخارجية الكازاخستاني الذي توعد بملاحقة كوهين أمام القضاء، لكن بعد مرور ستة أعوام، تراجع عن موقفه قائلا:” أنا مدين لفيلم بورات بالكثير، فقد ساهم في التعريف بكازاخستان التي بدأت تستقطب عددا متزايدا من السياح”.
الفجر الأحمر
تمكن هذا الفيلم الذي أخرجه دان برادلي عام 2012 وأنتجته شركة شركة “ميترو غولدوين ماير”من صياغة مخاوف الولايات المتحدة بعد وصول الرئيس الشاب كيم يونغ لسدة الحكم في كوريا الشمالية خلفا لوالده. وتناولت أحداث الفيلم كيف اختار الرئيس الجديد شن حرب على دول مجاورة له مما دفع الروسيين والأميركيين إلى الاستعداد لحرب عالمية. ونجح شباب أميركيون في تكوين ميليشيات مسلحة دحرت بحرب شوارع منظمة الجنود الكوريين من الأراضي الأميركية.
فريق أمريكا: الشرطة العالمية
يقارن النقاد بين فيلم “المقابلة” وهذا الفيلم الذي عرض عام 2004 بطريقة ساخرة وبأبطال عبارة عن دمى عرائس تحاول إنقاذ العالم من مؤامرة إرهابية يحبك خيوطها الديكتاتور الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إل، والد الرئيس الحالي.