أربع سنوات مرت على بداية انطلاقة شرارة ثورات الربيع العربي في تونس عندما أشعل بائع يدعى “محمد بوعزيزي” النار في نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات لبضائعه، لكن اﻵن وبعد مرور 4 أعوام على ثورات الربيع العربي لم تتحسن الأوضاع إلا قليلا .. بتلك الكلمات استهلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية تقييمها لثورات الربيع العربي خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ليبيا شهدت انتخاب حكومة جديدة في يونيو الماضي، وظهور الميليشيات المتناحرة، كما ظهرت ميليشيا إسلامية تُعرف باسم “فجر ليبيا” سيطرت على أجزاء كبيرة في العاصمة طرابلس، وأصبحت مدينة بنغازي ساحة حرب بين الميليشيات وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وآخرون.
وشهدت ليبيا خلال العام الجاري أيضا ظهور أحد أفرع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من قبل بعض المقاتلين الليبيين الذين عادوا من جبهة الحرب السورية، حيث أنشأوا الفرع الذي ينشط في مدينة درنة شرق ليبيا، وأغلِقت أغلب السفارات الصيف الماضي في ليبيا ورحل أغلب الأجانب، وأصبحت الدولة قليلة الكثافة السكانية الغنية بالبترول، منقسمة وغير قابلة للإصلاح.
أما في مصر أكبر دول العالم الربيع من حيث الكثافة السكانية، فقد شهدت انقلابين عسكريين (على حد زعم الصحيفة) كان أولهما خلع المستبد حسني مبارك وثانيهما عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر، مع قيام القضاء أيضا بحل أول برلمان منتخب ديمقراطيا.
الجيش المصري، الذي هيمن على الحياة السياسة منذ ثورة 1952 التي قامت ضد النظام الملكي الحاكم، عاد للسلطة مرة أخرى تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد السابق للجيش والقوات المسلحة المصرية، أيضا شهدت مصر تبرئة مبارك في نوفمبر الماضي من تهم الفساد وقتل 800 متظاهر خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير، فضلا عن عودة الحكم الاستبدادي وحبس أكثر من 20 ألف شخص وإلحكم بالإعدام على 1400 آخرين خلال العام الجاري.
أما سوريا، فقد تحولت الانتفاضة، التي قامت ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى حرب أهلية معقدة تسببت في تمزيق الدولة بين حربين، الأولى حرب الميليشيات المتمردة التي انبثقت عن الثورة السورية عام 2011، مع القوات الحكومية، والثانية هي حرب متشددي الدولة الإسلامية مع فصائل أخرى من المتمردين.
إن ذلك الصراع شهد أيضا مشاركة أكثر من 1000 من الميليشيات في الحرب المستعرة، ما شكل تهديدا وجوديا لسوريا وحدودها الحديثة ومواطنيها، وبالفعل شهدت الأعوام الأربعة لجوء 11 مليون سوري إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر، فضلا عن نزوح وتشريد الكثيرين.
أما تونس، فيمكن القول إن ثورتها هي الوحيدة التي قدمت حكما شاملا ووضعت دستورا أكثر إنصافا يعادل موازين السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء لمنع عودة الحكم الاستبدادي، وعلى الرغم من الخصومات السياسية الشديدة، ظهرت التحالفات السياسية بين الأحزاب العلمانية والإسلامية.
وتقول الصحيفة إن ثورات الربيع العربي قامت بالأساس نتيجة لليأس الاقتصادي والظلم، ورغب العديد من مواطني تلك الدول في حكم جيد يخلق فرص عمل جديدة وينهي الفساد ويخلق جوا يؤهل للديمقراطية.