وطن (خاص) قصر نظر سياسي هو التعبير الذي يصلح أن يطلق على قادة حماس الذين اصبحوا يؤيدون القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان علنا وسرا.
ويزداد تأييد حماس لدحلان الذي خاضت مع أجهزته الأمنية صراعا انتهى بسيطرتها على قطاع غزة يوما بعد يوم ويراه المراقبون بأنه نكاية بالرئيس محمود عباس.
ويستغرب الكثيرون قصر النظر هذا في تعامل حماس مع دحلان المتهم باغتيال عرفات والعديد من المناضلين الفلسطينيين.
ويعمل دحلان حاليا مستشارا لولي عهد أبو ظبي ويقع ضمن الدائرة التي تشرف عليها الإمارات للاطاحة بالثورات العربية وسحق الإخوان في كل دول العالم.
وتدعم الإمارات دحلان في سعيها ليكون بديلا عن محمود عباس حتى يتمكن من سحق حماس ضمن مخطط إسرائيلي مصري إماراتي. وكذلك يحظى دحلان بدعم قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي.
ورغم كل الأدلة التي تشير أن هدف دحلان هو سحق حماس بعد التخلص من عباس إلا ان قادة حماس يوفرون لعناصره الدعم وتنظيم المظاهرات المناوئة لعابس.
ورحب أكثر من قيادي حمساوي بعودة دحلان إلى غزة ورفضوا محاكمته لأنه يتمتع بحصانة برلمانية واعربوا انهم على استعداد تام للتعمل معه من جديد
ونظّم العشرات من أنصار محمد دحلان، القيادي المفصول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، الخميس، تظاهرة مناوئة لرئيس السلطة الفلسطينية، وزعيم حركة فتح، محمود عباس.
وتجمّع أنصار “دحلان”، في حديقة “النُصب التذكاري للجندي المجهول”، وسط مدينة غزة، والقريبة من مقر المجلس التشريعي، رافعين لافتات تهاجم الرئيس محمود عباس، فيما رفع المشاركون صورا كبيرة لدحلان، كتب عليها “كلنا دحلان”.
كما علّق أنصار دحلان، على مقر المجلس التشريعي بغزة، عشرات اللافتات التي تندد بسياسة الرئيس الفلسطيني، وصمتها على ما وصفوه بـ”معاناة قطاع غزة، وتعرقل إعادة الإعمار”.
ولم تتدخل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، التي لا تزال حركة حماس تسيطر عليها، لمنع التظاهرة، كما لم تتواجد عناصر من الشرطة في المكان.
وكانت مواقع على التواصل الاجتماعي، ومن بينها صفحة “عباس لا يمثلني”، (يقال إنها مقربة من دحلان)، قد دعت أنصار حركة فتح إلى مسيرات حاشدة، الخميس، دفاعا عما وصفته بـ”الكرامة ومستقبل الأطفال من التهمش والتشرد”.
وأضافت: “أخذنا عهدا أمام الله، أن يدفع محمود عباس الثمن، ولن نتراجع”.
وفي وقت سابق، قالت “الهيئة القيادية العليا” لحركة فتح في قطاع غزة(تابعة للرئيس عباس)، إنّه يحظر على “كوادرها” المشاركة في أي تجمع، أو تظاهرة خارج الأطر التنظيمية الرسمية.
وأضافت الهيئة في بيان صحفي أنّها تحظر على كوادر وكافة “أبناء” حركة فتح في قطاع غزة، المشاركة في أي تجمع أو الاستجابة لأي دعوات، يتم الدعوة إليها من خارج الأطر التنظيمية الرسمية.
وحذرت الهيئة كل من لا يلتزم بالقرار بأنّه سيعرّض نفسه لطائلة المسؤولية والمحاسبة.
وانتشرت على الجدران في مناطق عديدة من قطاع غزة، “بوسترات” تتضمن عبارات هجومية ومسيئة للرئيس محمود عباس.
وحملت بعض الملصقات صورا لعباس، مرفقة بشعار” (كفى خيانة)، كما اتهمته ملصقات أخرى بـ”السكوت على قاتل الرئيس الفلسطيني (الأسبق) ياسر عرفات”، وبأنه تسبب بـ”تدمير حركة فتح، من خلال إقصاء القيادات الفتحاوية الشريفة”، والمحاكمات المسيّسة لبعض القيادات، والتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني”.
وكتب على بعض الملصقات: “ترقبوا الحدث الفتحاوي الكبير في الخامس عشر من شهر كانون الثاني/ يناير”، في إشارة إلى موعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح.
ومحمد دحلان هو القائد السابق لحركة فتح في قطاع غزة، وفُصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويرفض دحلان الذي ما زال يتمتع بنفوذ داخل تنظيم “فتح” في قطاع غزة، (لا يعرف بالضبط مدى اتساعه)، إجراءات فصله من الحركة.
واشتدت حدة الخلافات بين القيادي المفصول دحلان وبين عباس في آذار/ مارس الماضي، حيث اتهم عباس دحلان في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح بالتخابر مع إسرائيل، والوقوف وراء اغتيال قيادات فلسطينية، والمشاركة في اغتيال الراحل ياسر عرفات، وهو الأمر الذي نفاه دحلان، متهما عباس بتحقيق أجندة أجنبية وإسرائيلية.
وتجدد التوتر بين الرجلين، عقب إعلان رفيق النتشة، رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية، في السابع من الشهر الجاري، عن إحالة ملف دحلان إلى محكمة جرائم الفساد، بتهمة “الفساد وتهمة الكسب غير المشروع”، وهو ما اعتبره دحلان “محاكمة سياسية” يدبرها له الرئيس عباس.