هو رئيس الولايات المتحدة، لكن باراك أوباما يقول إنه يظل “رجلا أسود” عانى العنصرية والصور النمطية، بل ونودي عليه كخادم بسبب لون بشرته.
يتحدث الرئيس أوباما في مقابلة مع مجلة “بيبول” عن حوادث يومية عاناها أبناء جيله من الرجال الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية تثبت أن العنصرية ما زالت تطل برأسها في مرافق الحياة والعمل في الولايات المتحدة.
ما معنى أن يسلمك الزبائن مفاتيح سياراتهم لتصفها في المرآب إذا كنت رجلا أسود واقفا قبالة مطعم؟
مثال قدمه الرئيس أوباما وقال إنه حدث مع كل أبناء جيله من أصحاب المهن والمتعلمين، وحدث معه شخصيا.
أما السيدة الأولى ميشيل أوباما فقالت إن زوجها لطالما واجه مصاعب في إقناع سائقي سيارات الأجرة بالتوقف، فهم لا يفضلون التوقف للرجال السود.
أكثر من ذلك، تقول أوباما إنها واجهت الصور النمطية حتى وهي ساكنة البيت الأبيض.
ففي رحلة تسوق إلى “تارغت” –سلسلة متاجر معروفة- قامت بها السيدة الأولى وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، وفي إحدى لحظات الزيارة بعيدا عن الكاميرات، تقدمت امرأة من السيدة الأولى وطلبت منها أن تساعدها في تناول سلعة عن الرف، متوقعة أن أي سيدة سوداء البشرة في تارغت هي إما موظفة أو خادمة.
تقول السيدة أوباما “لعل الناس ينسون أننا لم نعش في البيت الأبيض إلا منذ ست سنوات. قبل ذلك، لم يكن باراك أوباما إلا رجلا أسود يعيش في الجانب الجنوبي من شيكاغو.. رجلا أسود كثيرا ما فشل في إقناع سائقي الأجرة بأن يتوقفوا ويقلوه”.
يتذكر الرئيس قصة أخرى. كان مرتديا بذلة تاكسيدو في حفلة عشاء فاخر يرتدي مدعووها ربطات عنق سوداء رسمية، ولأن الخدم في هكذا حفلات عادة ما يرتدون زيا أنيقا هم أيضا، كان لون بشرة باراك أوباما كافيا لأن يحسبه أحد الحضور خادما ويطلب منه فنجان قهوة.
هذه المقابلة التي تميزت بالصراحة جاءت في وقت يشتد فيه الجدل في البلاد حول العنصرية والعلاقة بين الأعراق على خلفية مقتل عدة رجال إفريقيين أميركيين على يد الشرطة.
وعلق السيد والسيدة أوباما بالقول إن العلاقة بين الأعراق تحسنت لكن هناك الكثير من التقدم الواجب إنجازه.
يضيف الرئيس أوباما أن هذه المضايقات الصغيرة التي عاشها لا تقاس بما عاناه ويعانيه فتية أميركيون من أصول إفريقية وضعوا خلف القضبان “فقط لأنهم ارتدوا ملابس تبدو كهندام المراهقين”.
ردود الفعل: ما يحدث فعلا أسوأ من ذلك
وبعد نشر مقتطفات من المقابلة، تفاعل مغردون مع تصريحات السيد والسيدة أوباما بالسلب والإيجاب.
فقد اتهم بعض المغردين العائلة الرئاسية بالتخفيف من حدة العنصرية السائدة لأن الأمثلة التي تم الحديث عنها أخف وطأة مما يجري فعلا.
على الجانب الآخر، ذهب بعضهم لاتهام العائلة الرئاسية باختلاق هذه القصص أو تحميلها ما لا تحتمل من معنى.
وتلقت القصة التي روتها السيدة الأولى عما حدث معها في متجر تارغت الجانب الأكبر من التعليقات.